يعتبر الحزب الليبرالي الكندي أو حزب الأحرار من أقدم الأحزاب وأكثرها تأثيراً بالحكومة الكندية.
الحزب هو عبارة عن مجموعة من الأشخاص الذين يتبنون لأفكار معينة ويعملون على تطبيقها ومشاركتها في المجتمع، وفي كندا تتنوع الأحزاب الفيدرالية وتكثر، ولكننا اخترنا في هذا المقال الحديث عن الحزب الليبرالي لأهميته بالنسبة للحكومة الكندية ولدوره وتأثيره الكبير على التاريخ الكندي فعمره من عمر دولة كندا، وقد قاد السلطة لأكثر من ستين عام وكان له الكثير من الإنجازات، فهيا بنا نأخذ فكرة عن هذا الحزب الرائد في كندا، فتابع معنا..
تأسيس وتاريخ الحزب:
قامت مجموعة من السياسيين أصحاب الأفكار الحرة أو الليبرالية بتشكيل أول حزب لهم في الجزء الفرانكفوني من كندا (كيبك ونيو برونزويك) وسمي حينها الحزب الكندي وذلك في عام 1806، وفي عام 1826 تغير اسمه ليصبح حزب باتريوت بقيادة لويس جوزيف بابينو، وتمت إعادة تنظيمه ليصبح اسمه الحزب الأحمر، حتى تشكل الحزب الليبرالي في عام 1867،وكان وصوله الأول للسلطة في عام 1873 على يد ألكسندر ماكنزي، ولكن لم ينتخب مجددا ، ليعود الحزب للسلطة في عام 1896 على يد ويلفد لورييه واستمر بالحكم لعام 1911، ليغيب الحزب مجدداً عن السلطة حتى عام 2015 حيث فاز الحزب بقيادة جاستن ترودو بالانتخابات الفيدرالية بحكومة الأغلبية وتجدد الفوز في انتخابات 2019 و2021 بحكومة الأقلية.
الحزب الليبرالي اليوم في كندا:
فاز الحزب الليبرالي الكندي في 2021 بحكومة أقلية مما يعني أنه بحاجة للتعاون مع أحزاب أخرى لتشكيل ائتلاف حكومي.
بالإضافة للحزب الفيدرالي الكندي يوجد لكل مقاطعة حزب ليبرالي خاص بها، وكلها تابعة للفيدرالي عدا حزب كولومبيا البريطانية وألبرتا وساسكاتشوان ومانتيتوبا وأونتاريو وكيبك فأفكارها مختلفة عن الحزب الأساسي.
أفكار الحزب:
يعتبر الحزب الليبرالي حزب متوسط بين اليمين الذي يطبقه حزب الديمقراطية الجديد واليسار والي يمثله حزب المحافظين يركز على الطبقة الوسطى، وهو حزب علماني، يدعم التعددية الثقافية والفكرية، ويشجع على حرية التعبير وحرية الصحافة كما يؤمن الحزب بالمساواة ويحترم الملكية الشخصية والمشاريع الفردية ويعتبرها مساهمة في نجاح اقتصاد البلاد.
إنجازات الحزب:
للحزب العديد من الإنجازات التي عادت بالنفع على الشعب الكندي وعلى البلاد، نذكر بعضاً منها:
في الاقتصاد:
تحسن اقتصاد كندا بفترة الليبرالين بشكل ملحوظ وانخفضت معدلات الفقر في البلاد وذلك بفضل الجهود المبذولة فعلى سبيل المثال، قد تم التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة الأمريكية ، وتعتبر كندا الدولة الوحيدة التي لديها اتفاقيات تجارة حرة مع كل دولة من الدول السبع، كما يتم تشجيع المواطنيين الكنديين على إنشاء الشركات الخاصة وذلك بتخفيض الضرائب المقررة على الشركات الناشئة.
في التعليم:
يهتم الليبراليون بالتعلم فقد عملوا على توفير الظروف المناسبة وذلك بإنجاز العديد من الإصلاحات في نظام التعليم والعمل على رفع جودته بشتى الطرق فعلى سبيل المثال عملوا على تقليل أعداد الطلاب في الفصول وزيادة عدد المعلمين، كما عملوا على تسهيل القروض الطلابية
في حقوق المرأة:
يتبى الحزب الليبرالي قوانين تعزز حقوق المرأة وتحمييها من أي تمييز أو أذى، كما أشرك الحزب المرأة في الحياة السياسية واتخاذ القرارات، وضمن حقها في التعليم، وقدم لها خدمات الرعاية الصحية التي تناسبها.
في رعاية الأطفال:
يعمل الحزب على مساعدة العائلات في رعاية أطفالها وذلك بصرف مبالغ مناسبة تساعد الأسر الكندية في تأمين حاجات أطفالها، وإنشاء مئات آلاف من الحضانات بأسعار مناسبة
الحزب والجالية العربية:
دعم الحزب الليبرالي الجالية العربية بكندا بعدة جوانب وأمور، فهو يهتم بقضاياها ويسعى لتمثيلها بشكل أفضل في الحكومة نذكر على سبيل المثال تعيين عمر الغبرا وهو سوري الأصل وزيراً للنقل، كما كان ادغار فرنسيس وهو لبناني الأصل عمدة لمدينة وندزور في أونتاريو لثلاث ولايات متتالية، وبما أن الحزب يدعم التعددية الثقافية فرحب بقدوم العرب لكندا، كمثال نذكر ترحيب رئيس الوزراء جاستن ترودو باللاجئين السوريين في عام 2015 حيث قام بنفسه باستقبالهم بالمطار، وتسعى الحكومة الكندية للتواصل مع العرب وذلك بشتى الطرق كإنشاء الفعاليات الثقافية وتقديم برامج توعوية حول حقوق وواجبات الجالية في كندا، وتوفير خدمات ترجمة وتوجيه للجالية وتنسيق لقاءات بين الحزب وممثلين عن الجالية لمناقشة قضاياهم.
التحديات التي يواجهها الحزب الليبرالي:
على الرغم من فوز حزب الليبراليين بالحكومة ، إلا أنها حكومة أقلية أي أن رئيس الوزراء الكندي يضطر إلى البحث عن الدعم من الأحزاب البرلمانية الأخرى الأمر الذي سيؤثر في اتخاذ القرارات ويزيد تعقيدها فلن تكون الحكومة قادرة على اتخاذ الإجراءات التي تناسب الشعب وترفع شعبية الحزب، كما يواجه الحزب الليبرالي خصم قوي وهو حزب المحافظين والذي يتبع إيدلوجية معاكسة لإيدلوجية الليبرالين ويأتي بالمرتبة الثانية من حيث الشعبية بعده.
الخاتمة:
وهكذا أخذنا فكرة مبسطة عن الحزب الليبرالي وهو الحاكم الطبيعي لكندا، الذي سيطر على السياسة الفيدرالية طوال معظم تاريخ الحكومة، وتعرفنا على إنجازاته التي طورت البلاد ورفعت اقتصادها، وتأملنا علاقة الحزب بالجالية العربية، وعلمنا بالتحديات والصعاب التي تواجهه، نأمل أن تكون مقالتنا قد قدمت الفائدة المرجوة.