في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب جزيرة تايوان هذا الأسبوع بقوة 7.2 درجة، تمثلت الأخبار السارة في العثور على مواطن كندي كان قد فُقد. هذا الحدث، الذي اختبر قوة ومرونة سكان الجزيرة، شهد تعاونًا دوليًا لافتًا بين السلطات التايوانية ومسؤولي الشؤون العالمية الكندية.
بينما كان الزلزال يُحدث دماراً، مخلفًا وراءه عشرات القتلى وأكثر من ألف جريح، بالإضافة إلى تعطيل الحياة اليومية لآلاف الأشخاص، برزت قصص البقاء والتضامن الإنساني. بيار كوجان، المتحدث باسم الشؤون العالمية في كندا، أكد على الجهود المبذولة للتواصل مع السلطات المحلية وتقديم المساعدة اللازمة لعائلة المواطن الكندي، الذي تبين لاحقًا أنه نجا بأمان ويقيم بالقرب من فندق في حديقة تاروكو الوطنية.
ممثل تايوان في كندا، هاري تسنغ، عبر عن امتنانه للدعم والتضامن الذي أظهرته كندا، مشيرًا إلى الروابط القوية بين الشعبين. وفي وقت سابق، كان قد أُعلن عن فقدان الكندي بعد الزلزال مباشرة، إلا أنه تم إنقاذ اثنين آخرين من السياح الكنديين كانا في حديقة وطنية، لحسن الحظ، دون إصابات خطيرة.
الحادث لم يكن مجرد اختبار لقوة المباني والبنية التحتية في تايوان، بل كان أيضًا تجربة تُظهر عمق العلاقات الدولية والتعاون في أوقات الأزمات. الزلزال، الذي يُعتبر الأقوى الذي شهدته الجزيرة في الخمسة وعشرين عامًا الماضية، أدى إلى حشد جهود الإنقاذ وتقديم المساعدات من جميع أنحاء العالم، مما يُعد دليلاً على التضامن الإنساني والقدرة على الصمود في وجه الكوارث.
بالرغم من الخسائر الجسيمة والتحديات الكبيرة التي واجهتها تايوان، فإن الجهود المشتركة للمجتمع الدولي والمحلي تبعث رسالة أمل. تأكيدات المسؤولين على أن “الأسوأ قد مر”، والتطلعات لعودة الحياة إلى طبيعتها في أقرب وقت ممكن، تشير إلى الإرادة القوية والتعاون الذي يمكن أن يتجاوز الحدود في مواجهة الصعاب.
في خضم التعبير عن قوة ودعم الحكومة الكندية لمواطنيها حول العالم، لم تقتصر تظاهرات الدعم والتضامن من قبل الحكومة الكندية على مواقف الإنقاذ في أعقاب الكوارث الطبيعية فحسب، بل تعدتها إلى الساحات السياسية الدولية. وفي سياق متصل، عبر رئيس وزراء كندا، في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن انتقاده لغارة جوية إسرائيلية قتلت مواطن كندي كان يعمل ضمن فريق إغاثة في غزة، مؤكدًا على أهمية حماية المواطنين الكنديين ودعمهم في جميع الظروف.
هذان الموقفان يشيران إلى تحرك كندا الفعال ودفاعها المستمر عن مواطنيها، سواء في أوقات السلم أو الحرب، ويُبرزان الصورة الناصعة لسياسة كندا الخارجية التي تقوم على مبادئ العدالة والإنصاف. من ناحية، نجد الجهود الدبلوماسية والقنصلية المبذولة للتواصل مع المفقودين أو المتضررين في الكوارث الطبيعية كما في حالة الزلزال بتايوان. ومن ناحية أخرى، نشهد الحزم في الدفاع عن حقوق المواطنين الكنديين والتنديد بالأعمال التي تمس بسلامتهم في مناطق النزاعات، كما حدث في غزة.