يعتبر حزب المحافظين أحد أكبر الأحزاب في كندا ويتميز بمواقفه المحافظة على القيم التقليدية والاقتصادية.
تعتبر كندا بلد التنوع، من حيث الثقافات ومن حيث الأفكار ، وعندما نذكر الأفكار نذكر أصحابها فما الأحزاب إلا مجموعة من الناس اختارت أن تجتمع معاً ليكون صوتها مسموعاً ولتتمثل أفكارها وتطلعاتها على أرض الواقع، من بين أحزاب كندا اخترنا في هذا المقال الحديث عن حزب يسعى أفراده للحفاظ على التقاليد وعلى تراث بلادهم وهو حزب المحافظين فلنأخذ فكرة عن تاريخه وأفكاره وإنجازاته والتحديات التي تواجهه.
تاريخ تأسيس الحزب
تم تأسيس الحزب في عام 2003 من خلال اندماج حزبي التحالف الكندي وحزب المحافظين التقدمي، فقد أيد أكثر من 90 بالمائة من أعضاء كل من التحالف الكندي والمحافظين التقدميين الاندماج. ومن ثم تم تسجيل حزب المحافظين الكندي رسميًا لدى هيئة الانتخابات الكندية، وزاد التمثيل البرلماني للحزب في انتخابات 2004 وفي 2006 شكل حكومة أقلية بقيادة ستيفن هاربر والذي استمر بمنصبه حتى عام 2015، وقد فاز الحزب في انتخابات 2011 وحصل على أغلبية مطلقة، ولكن في عام 2015 خسر أمام حزب الليبراليين بقيادة جاستن ترودو والذي فاز بحكومة أكثرية.
أهم القادة
- بيتر ماك كاي (2003-2005).
- ستيفن هاربر (2006-2015).
- رونا آمبروس (2015-2017).
- آندريو شيير (2017-2020).
- إيرين أو توولي (2020-2022).
حزب المحافظين اليوم في كندا
في عام 2022 تم انتخاب بيير بوليفر كزعيم للحزب، ويسيطر اليوم الحزب الليبرالي على الحكم مع حكومة أقلية ممايعني حاجته للتعاون مع أحزاب أخرى ومن بينها حزب المحافظين. للحزب حضور قوي في مقاطعتي ألبرتا وساسكاتشوان و أضعف في كيبك وكندا الأطلسية.
والجدير بالذكر بأن رئيس وزراء أونتاريو الحالي دوغ فورد، هو عضو في حزب المحافظين في أونتاريو.
أفكار الحزب
ينتمي هذا الحزب بأفكاره لليمين السياسي، فهو يقدس تاريخ كندا وتقاليدها ويحمل طابعاً محافظ وتقدمي اقتصادي، ويؤمن بالملكية الدستورية ومؤسسات البرلمان والعملية الديمقراطية في كندا، والمساواة بين كل الكنديين والسماح لهم بالمزيد من الحكم على أراضيهم، ويعمل الحزب على إحلال مبادئ السلام على المسرح العالمي، كما يدعم المضطهدين والمنكوبين في العالم، كما يعتقد أن الديمقراطية الحقيقية تنطوي على مشاركة نشطلة من قبل جميع المواطنين، ويمكن أخذ فكرة أوسع من خلال موقعهم الإلكتروني.
إنجازات الحزب
تضمنت سياسة حزب المحافظين خلال حكمهم من عام 2006 حتى 2015 وإلى الآن، العديد من الإنجازات منها:
اقتصادياً
- خفض ضريبة المبيعات وضرائب الدخل بما يساهم في زيادة القوة الشرائية.
- وتحقيق التوازن في الميزانية الوطنية.
- كما تم إنشاء حساب التوفير المعفى من الضرائب في عهدهم.
- وتم التفاوض على الاتفاقية الاقتصادية والتجارية الشاملة وعلى الشراكة عبر المحيط الهادئ.
- كما عملوا على استخراج النفط والغاز الطبيعيين وتقليل الاعتماد على المصادر الأجنبية.
- زيادة كفاءة هجرة العمالة الماهرة.
- تشجيع الكفاءة والابتكار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال المزيد من البحث والتطوير واستثمار رأس المال.
- تعزيز المنافسة وضمان تنظيم القطاعات المالية بشكل مناسب.
بيئياً
يعمل الحزب على تحقيق التنظيم البيئي الصحيح وذلك من خلال العديد من القرارات:
- كحظر إلقاء مياه الصرف الصحي الخام في الأنهار.
- وإنشاء مناطق بحرية محمية.
- ووضع حدود لملوثات الصناعات مثل أكسيد النتروجين وثنائي أوكسيد الكربون.
- كما يدعو الحزب على مواءمة أهداف الطاقة بما يحقق المصالح الفضلى لجميع الكنديين.
- اتخاذ إجراءات جدية لمكافحة الاحتباس الحراري.
- العمل على الحفاظ على التنوع البيولوجي.
- حماية جودة واستدامة المياه الجوفية الرئيسية في كندا.
- كما يعتقد الحزب بأهمية المناقشة مع الولايات المتحدة لمعالجة التهديدات التي تواجه الموارد المشتركة كالبحيرات الكبرى وحوض نهر سانت لورنس.
- كما يدعم الحزب المبادرات الرامية إلى توفير تمويل مستقر لتنظيف المواقع الملوثة بالتعاون مع المقاطعات والأقاليم والبلديات.
صحياً
يعتقد حزب المحافظين أنه من حق كل مواطن كندي التمتع بإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة وفي الوقت المناسب، حيث ينادي الحزب بـ:
- تنظيم وتقديم خدمات الرعاية الصحية وتغطية تكاليف الأدوية و العلاج من خلال نظام الرعاية الصحية الممول من الحكومة، حيث يؤيد الحزب توفير تمويل فيدرالي صحي مستقر وشفاف.
- كما تعهد الحزب في دعم قدرة كندا على مواجهة الأوبئة من خلال توفير اللقاحات ومعدات الوقاية الشخصية.
- تشجيع الأبحاث العلمية التي تساهم في تعزيز صحة الكنديين.
- كما عمل الحزب على مكافحة الإدمان بأشكاله المختلفة.
- الحث على تطوير أدوية جديدة وضمان توافرها بأسعار معقولة.
- توفير اللقاحات بمساعدة التقنيات الجديدة بشكل لا نتنتهك فيه المعتقدات الدينية أو الأخلاقية للكنديين.
في رعاية الأطفال
يدرك حزب المحافظين أهمية توفير بيئة مناسبة للآباء لتربية أولادهم بالشكل الصحيح، حيث يعمل الحزب على:
- القيام بالحملات التربوية التوعوية.
- تسهيل عمليات التبني.
- تقديم الدعم المادي للآباء ذوي الدخل المتوسط وذلك من خلال برامج عديدة أهمها برنامج الاستحقاق الشامل لرعاية الأطفال.
كما يدعم الحزب وضع تشريعات قوية فيما يخص الاتجار بالأطفال واستغلالهم أو الاعتداءات الجنسية عليهم.
في التعليم
يؤمن الحزب بأحقية الوصول بشكل أكبر إلى التعليم من خلال إزالة أكبر عدد من العوائق التي تحول دون ذلك:
- بتوزيع النقل على المقاطعات والأقاليم على أساس أعداد الطلاب المسجلين.
- الطلب من الحكومة الفيدرالية معالجة الرسوم الدراسية.
- الدعوة إلى التمويل مابعد الثانوي.
- المناشدة بعدم فرض ضرائب على المنح الدراسية.
- الحث على تطوير برنامج قروض الطلاب الذي سيوفر المال للمحتاجين من الطلاب.
- دعم توفير سعر فائدة مفضل على قروض الطلاب مابعد التخرج.
الحزب والجالية العربية
شجع حزب المحافظين على الهجرة لكندا ولكن لأصحاب الأعمال أو أصحاب المهارات ويقدم التسهيلات لهم وذلك بتوفير الموارد الكافية لتعلم اللغة والسماح لهم بتحقيق القدرة الوظيفية بإحدى اللغتين الرسميتين ( الإنكليزية أو الفرنسية)،وذلك لتعزيز اقتصاد البلاد ، ولا يتسامح مطلقاً مع الهجرة غير الشرعية في حين يدعم الهجرة النظامية، ويقدم تسهيلات في لم شمل الأسر.
وفيما يخص اللاجئين فإن الحزب يفتخر بتقاليده الإنسانية والتي تسمح له بتوفير الملاذ الآمن لأولئك الذين هربوا من بلدانهم، فيدعو الحزب دوماً لاتخاذ القرارات الخاصة باللجوء على وجه السرعة مع احترام الإجراءات القانونية الواجبة وسلامة الكنديين.
وفيما يخص مسلمي كندا فقد أكد زعيم الحزب بيير بوليفر في ذكرى مقتل أربعة مسلمين على يد إرهابيين على أن الحزب يدعم المسلمين في جميع أرجاء البلاد ضد الكراهية والعنف.
التحديات التي تواجه الحزب
كأي جماعة يواجه الحزب بعض الصعوبات في زيادة شعبيته بين الناس فإستراتيجياته يجب أن تكون متوافقة أكثر مع الشباب، كما على الحزب تقديم صورة أكثر حداثة وجاذبية للناخبين وتقديم خطة واضحة تتناسب مع الظروف الراهنة، كما يتوجب عليه تحقيق التوازن بين القضايا الاقتصادية والاجتماعية، كما يواجه الحزب تحديات في تحقيق الوحدة بين أعضائه فعليه أن يحقق وحدة الرأي بين عناصره ويعتبر ذلك تحدي مهم، ولا ننسى وجود الأحزاب المنافسة كالحزب الليبرالي والحزب الديمقراطي الجديد والتي تشكل عبئاً إضافياً على الحزب.
الخاتمة
يعتبر حزب المحافظين واحد من أحزاب كندا المتنوعة والذي تصوت له فئة من الناس التي تسعى وتقدس الاستقلالية فهو يمثل مجموعة من المواطنين الذين يودون الحفاظ على صورة معينة أو تقاليد معينة في البلاد، وذلك برأيهم سيقود لتطور وازدهار بلادهم وزيادة انتاجياتهم بعيداً عن التشتت بالأفكار الخارجية، ويوجد بعض الأفراد الذين يؤيدون هذا التفكير ويسعون لدعمه ومناصرته.
