يعتبر جاستن ترودو من أكثر الشخصيات القيادية التي أثرت بإيجابية في كندا.
تتالت الشخصيات المؤثرة في كندا عبر تاريخها، فمنذ نشوء الاتحاد الكندي في عام 1867 تولى جون ألكسندر ماكدونالد منصب رئيس وزراء كندا فكان أول شخصية تتولى هذه السلطة وجاء بعده العديد من رؤوساء الوزراء الذين كان لكل منهم إنجازات ميزت سلطتهم وقيادتهم وقد اخترنا في هذا المقال الحديث عن جاستن ترودو وهو رئيس مجلس وزراء كندا الحالي وزعيم الحزب الليبرالي الكندي المشهور باهتمامه بكافة القضايا الكندية علاوة على القضايا العالمية.
حياته الشخصية
طفولته
ولد ترودو في 25 كانون الأول من عام 1971 في مشفى أوتاوا المدني وهو الابن الأكبرلرئيس الوزراء السابق بيير ترودووحفيداً لجيمي سنكلير والذي كان وزيراً لمجلس الوزراء الكندي في الخمسينيات، وبهكذا نرى أنه قد نشأ في عائلة مهتمة بالأمور السياسة مما انعكس على شخصيته.
دراسته وإنجازاته بعيداً عن السياسة
يحمل ترودو إجازة بكالورويس في الأدب الانكليزي والتربية، وتنوعت المجالات التي عمل بها فقد عمل بعد تخرجه كمدرس للغة الفرنسية والرياضيات، كما درس ترودو الهندسة والجغرافية البيئية ولكنه لم يتمهما، و تألقت شخصيته في التمثيل فشارك بمسلسل “الحرب العظمى” ، كما عمل في إذاعة بي بي سي في برامج “كندا تقرأ”، و أبدى اهتمامه بالأدب فحصل على جائزة جيلر، كما أبدى اهتمامه بالبيئة فله العديد من المواقف الإيجابية في هذا المجال، وترك بصمة في الأعمال الخيرية فقد تولى رئاسة جمعية كاتيمافيك الخيرية الكندية والتي تناقش قضايا ومشاكل الشباب.
زوجته
صوفي جريجوار من مواليد 24 نيسان 1975 وهي مذيعة تلفزيونية كندية متقاعدة، كانت هي وترودو أصدقاء منذ الطفولة وتزوجت منه في عام 2005، وكونت معه عائلة مكونة من خمسة أشخاص، و قد عبر ترودو في عدة مناسبات عن مدى تماسك أسرته، وأشاد بها في انتخابات 2021، وجاءت نهاية هذه الشراكة بعد 18 عام، وذلك في آب عام 2023 ولم يتم بعد الكشف عن الأسباب الحقيقية لانتهاء الزواج.
أطفاله
ترودو أب لثلاثة أطفال، حيث رحب ترودو وصوفي بطفلهما الأول (كزافييه) في عام 2007 وفي عام 2014 ولدت الطفلة إيلا جريس، واستقبل الزوجان مولدهما الأخير في عام 2019 وسمي هادرين.
بدايته السياسية
قام ترودو بدعم الحزب الليبرالي منذ عمر صغير، ودافع عن الفيدرالية الكندية، فقد عين رئيساً تنفيذياً في لجنة قضايا الشباب التابعة للحزب في عام 2006 و في عام 2009 عين كناقد للحزب الليبرالي فيما يخص الشباب والتعددية الثقافية، في عام 2011 كان الحزب الليبرالي في مرحلة ضعف أمام حزب المحافظين، وفي نفس العام عين ترودو كرئيس للحزب وعمل جاهداً لإعادة شعبية وقوة الحزب إلى أن نجح في عام 2013 وفاز بانتخابات رئاسة الحزب وبذلك امتلك ترودو الثقة لترشيح نفسه للانتخابات في عام 2015 وقد نجح بذلك وأصبح رئيس وزراء كندا وفاز مرة أخرى بالانتخابات التشريعية في عام 2021.
أدواره الدولية
بالإضافة لكونه رئيساً لمجلس الوزراء الكندي، لترودو مناصب دولية وهي:
- عضو في الأمم المتحدة كممثل لبلده.
- عضو في حلف الشمال الأطلسي (الناتو).
- عضو في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
- عضو في منظمة التجارة العالمية.
- عضو في قمة العشرين.
- عضو في مجموعة الدول السبع الصناعية.
وغيرها من الأدوار التي تتعلق بالتعاون والسياسة الدولية.
أهم إنجازاته في كندا
لرئيس الوزراء الكندي العديد من الإنجازات التي عادت بإيجابية على البلاد والشعب الكندي، نذكر بعضاً منها:
في المجال الاقتصادي
وقع ترودو على اتفاقية التجارة الحرة بين كندا والاتحاد الأوروبي في عام 2016 والتي تنص على: إلغاء 99٪ من الرسوم الجمركية و تعزيز الوصول إلى الأسواق العامة الكندية، الأمر الذي يسهم في تعزيز الاستثمار وزيادة حجم التجارة وتقديم فرص جديدة للشركات. واتخذ ترودو العديد من الإجراءات الأخرى لتحفيز النمو الاقتصادي وذلك بزيادة عدد المهاجرين لكندا و بدعم المشاريع وتطوير البنى التحتية.
في المجال الثقافي والاجتماعي
يحظى ترودو بشعبية كبيرة ويسعى دائماً لتطوير الجانب الثقافي في كندا والاندماج بشعبه فنجده في العديد من المهرجانات التي تخص بلاده كمهرجانات يوم كندا ويوم فكتوريا وغيرها.
كما يشارك في المهرجانات التي تقيمها الشعوب الأخرى للتأكيد على الترحيب بالثقافات المختلفة ، فقد شارك بمهرجان خاص بالتقاليد الاستكتلندية في أونتاريو مرتدياً الكيلت الاستكتلندية في عام 2017 وحضر مهرجان منتصف الخريف في المركز الثقافي الصيني في 2023 ، وحضر مع الصينين في عام 2018 احتفالات العام القمري الجديد في معبد فو غوانغ شان في تورونتو وىوجد غيرها الكثير من الفعاليات الثقافية التي قام ترودود بدعمها وحضورها.
في المجال الإنساني
وفي المجال الإنساني دعم ترودو حقوق الإنسان وتحقيق التكافؤ بين الأشخاص بغض النظر عن الجنس والدين والعرق والمعتقد، فقد قام باستضافة اللاجئين وقدم جهود لتوطينهم، وهو مناصر قوي لحقوق المرأة والسعي للمساواة بين الجنسين وذلك بتعيين المرأة في العديد من المناصب ودعم سياسات حمايتها، كما يهتم بالبيئة والمحافظة على جودة الماء والهواء لشعبه فد أطلقت الحكومة الكندية برامج عدة للحد من استهلاك الطاقة، وخصصت حوالي 2.6 مليار دولار كندي خلال سبع سنوات لمساعدة الكنديين على إجراء بعض الإضافات الصديقة للبيئة كالطاقة الشمسية وتحديث أجهزة التدفئة.
ترودو والجالية العربية
يرحب ترودو بالعرب في بلاده فقد قام في عام 2015 باستقبال اللاجئين السوريين بنفسه، كما يظهر رئيس الوزراء كل الاحترام للجالية العربية الموجودة بكندا بل ويسعى لدمجها في المجتمع وجعلها من أصحاب القرارات وتقليدهم مناصب في الدولة كأعضاء في مجلس الشيوخ الكندي وجعلهم وزراء في بعض القطاعات، ويؤكد دائماً على دعمه للمجتمعات الإسلامية بمشاركته لاحتفالاتهم واحترامه لطقوسهم كما ينادي بضرورة محاربة الإسلاموفوبيا بشتى المواقف.
الخاتمة
أخذنا فكرة في هذه المقالة عن رئيس وزراء كندا والذي يعتبر واجهة الحكومة الكندية فبفهمه وبفهم شخصيته نأخذ فكرة أوسع عن الحياة بكندا وعن موقف الحكومة الكندية من الجالية العربية بها، نأمل أن يكون المقال قد وفق في توصيل المعلومات المفيدة.