الشعب العراقي شعب مفعم بالحياة والنشاط وقد وضع بصمته في كندا بلد الفرص والتنوع، فكانت الجالية العراقية من أكثر الجاليات العربية تأثيراً في كندا.
تشكل كندا وجهة للكثير من الناس وذلك بسبب كثرة الفرص فيها وجاذبيتها، ففي كندا أناس من مختلف الأماكن والجنسيات، والكثير من الجاليات العربية وتشكل الجالية العراقية قسماً مهماً من هذه الجاليات، فهي ثاني أكبر جالية عربية في كندا بعد الجالية السورية، وقد تصاعدت هجرة العراقيين لكندا بعد العديد من الأحداث الاقتصادية التي أضعفت البلاد، برز إنجاز هذه الجالية في كندا وكان لوجودها دور كبير في المجتمع الكندي، وعرفت هذه الجالية كيف تثبت ثقافتها وتبرز مساهماتها في شتى المجالات في كندا، ونعرض في هذا المقال كل ما يهم عن الجالية العراقية في كندا من حيث توزعها وأعمالها وإنجازاتها والتحديات التي تواجهها.
أسباب الهجرة لكندا
إلى جانب جاذبية كندا الاقتصادية وكثرة الفرص فيها، كان للعراقيين ظروف أخرى دفعتهم للهجرة فبعد الحرب العالمية الثانية في الفترة بين 1945-1975 جاء العديد من العراقيين لكندا بسبب سوء الأحوال في ذاك الوقت، وفي عام 1979م ارتفع منسوب المهاجرين لكندا بشكل هائل، وشكلوا تقريباً النسبة الأكبر، وبعد حرب الخليج 1990-1991 عانت العراق لأكثر من 13 عام من العقوبات الاقتصادية فزدادت نسبة الهجرة بشكل كبير.
توزع الجالية العراقية في كندا
إن وجود الجالية العراقية في كندا متنوع ولكن 61٪ منهم يعيشون في كيبيك ويتوزع الباقون في مدن وندسور وفي مدن تورونتو وبريتش كولومبيا وفانكوفر وغيرها، وتبلغ نسبة العراقيين 3.5٪ من إجمالي العرب في كندا، و 0.2 ٪ من إجمالي سكان كندا، و 74٪ منهم من أصل عراقي تام بينما 26٪ منهم من أصول مختلطة.
شخصيات بارزة من العراقيين في كندا
كان للعراقيين الكنديين ومازال الدور الكبير في إغناء البلد، ففي كندا يبرز الكثير من الأشخاص العراقيين المهمين في مختلف المجالات ففي المجال العقاري يبرز مهند يونان ولهيب إلياس وفي الرياضة هناك آليا وهي مصارعة مشهورة وإيشو شيبا وهو ملاكم عراقي آشوري، وفي الإخراج يبرز دور العراقيين أيضاً مثل جو بلص وحسين الحلي، ولهم دور أيضاً في الإعلام مثل لونا بولص وغيرها، ويبرز العديد من العراقيين المميزين في مجالات أخرة لا تعد ولا تحصى.
مشاريع عراقية في كندا
قد أقام العراقيون في كندا الكثير من المشاريع في مختلف المجالات كالمطاعم والمقاهي والشركات، لنذكر بعضاً منها:
المطاعم والمقاهي العراقية:
حرص العراقيون على إدماج ثقافتهم بالثقافة الكندية من خلال الأطعمة، وعلى تقديم أشهى الأصناف للجالية العربية عامةً والعراقية خاصة، فأقاموا العديد من المطاعم والمقاهي، نذكر منها:
- مطعم السماك ومطعم جومار والبشوات والفرات والزاد في ميساساغا.
- مطعم أوتوا كباب في العاصمة الكندية.
- مقهى بغداد في فانكوفر.
مساهمات العراقيين في المجال الاقتصادي في كندا:
للعراقيين دور كبير في دفع عجلة الاقتصاد الكندي، حيث ساهموا في إنشاء العديد من الشركات، مثل:
- أقام العراقيين شركات كبرى في تأمين العقارات.
- شركات للصرافة مثل شركة بابل حيث تقدم خدماتها في الصرافة للمجتمعات العربية المقيمة في ميساساغا والمناطق المجاورة.
- شركة الحضر للصرافة في منطقة فوغان والمناطق القريبة.
أنشطة عراقية في كندا
إن الشعب العراقي بطبعه شعب فعال، لذلك نجد الكثير من الجمعيات والمنظمات العراقية في كندا والتي تسعى لمساعدة الجالية العراقية بشكل خاص والعربية عامةً، فنأتي على ذكر الجمعية العراقية الكندية في مونتريال فهي مشهورة بندواتها الثقافية والفنية وأنشطتها، فعلى سبيل المثال تنظم هذه الجمعية العديد من المناقشات المهمة كما تعرض الكثير من الرحلات الممتعة والمفيدة للعراقيين، ونذكر أيضاً البيت العراقي في أونتاريو والذي يقدم أنشطته ودعمه الدائمين للمهاجرين الجدد والقدامى.
الإحتفال بأعيادهم الخاصة
ولا يتوانى الشعب العراقي عن الاحتفال بمناسباته الخاصة في كندا بشكل يجذب العراقيين وغير العراقيين، وعلى سبيل المثال عيد النيروز، والذي يحتفل به أكراد العراقيين و تقام احتفالاته ببعض المناطق في كندا حيث تقام المهرجانات والاحتفالات بهذا اليوم ويبرز الشعب العراقي وغيره من الشعوب التي تحتفل بهذا اليوم وتبرز ثقافتهم.
التواصل الثقافي بين العراقيين
تسعى الجالية العراقية دوماً للتواصل مع بعضها بشتى الطرق عبر المنتديات أو الاجتماعات أو حتى الذهاب للمطاعم العراقية أو المشاركة بالأنشطة التي ذكرناها آنفاً، وتسعى العديد من المراكز المحافظة على التواصل بين أبناء الجالية، كمثال نذكر مركز الجالية العراقية في مونتريال، حيث تساعد هذه الجمعية الواصلين حديثاً على تدبر أمورهم، كما تساعد على مد جسر التواصل بين العراقييين الموجودين أصلاً من خلال إقامة الندوات والمناقشات والأنشطة، فعلى سبيل المثال يشارك أبناء الجالية العراقية في المسيرة السنوية للاحتفال بعيد كندا الوطني مع اللباس العراقي التقليدي والأعلام الكندية، كما يقدم هذا المركز العديد من المهرجانات مثل مهرجان دربونة والذي يقدم الفلكلور العراقي، كما يقدم المركز إفطارات رمضانية جماعية تجمع أبناء الجالية سويةً.
التحديات التي تواجه الجالية العراقية في كندا
لكل مغترب تحديات تواجهه في بلاد المهجر وكذلك هو المغترب العراقي في كندا، فمن أهم التحديات التي يواجهها العرب في كندا تحدي اللغة وصعوبة التعامل بها في بداية الحياة بكندا، ولكن يوجد حلول لذلك بالطبع عبر تطبيقات الهاتف المحمول أو الدورات اللغوية، وقد يواجه المغترب في بادئ الأمر تحدي يتجلى بعدم القدرة على الاندماج بالمجتمع الجديد وهنا يتوجب عليه دائماً ألا ينعزل وأن يحاول أن يستفيد من خبرات جاليته من خلال الاجتماع معهم والاستفسار منهم، وقد يكون الحصول على العمل بالبداية صعب ولكن على المغترب أن يصبر وأن يحاول أن يغتنم الفرص ويستفيد منها، وقد تواجه الجالية العربية في كندا مشكلة في فهم خدمات الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات وكما ذكرنا يوجد جمعيات لديها الاستعداد دائماً لمساعدة القادمين الجدد.
الخاتمة
وهكذا وقد وجدنا أن الجالية العراقية تضفي لوناً مميزاً على اللوحة الكندية بإسهاماتها وثقافتها وعرفنا تاريخ هجراتها من الوطن الأم لكندا، وتعرفنا على أبرز مشاريعها، وعلى التحديات التي تواجه أفرادها، نأمل أن تكون مقالتنا قد أضافت ما يفيد القارئ.