التجارة في كندا
تعتبر كندا واحدة من الوجهات الأكثر جاذبية لرواد الأعمال والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، بفضل اقتصادها المستقر،…

ريجواي بلازا (Ridgeway Plaza) في مدينة ميسيساغا – أونتاريو، هي واحدة من الوجهات الأكثر شهرة وترددًا بين أبناء الجالية العربية والمسلمة في كندا.
في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة، لم يعد الطعام مجرد وسيلة لسدّ الجوع، بل أصبح لغة للتعبير والانتماء، وأداة لخلق مساحات مشتركة بين الشعوب. ريجواي بلازا هو أحد أبرز الأمثلة على هذا المفهوم في كندا.
قد أصبحت خلال السنوات القليلة الماضية بمثابة مركز اجتماعي وثقافي وتجاري يجمع بين التنوع العرقي والمذاق الحلال، تحت سقف واحد. وتجمع هذه الساحة التجارية الكبرى عشرات المطاعم والمقاهي والمحلات المتخصصة في المنتجات الغذائية، إلى جانب توفر مسجد صغير للصلاة، مما يجعلها مميزة عن غيرها من مراكز التسوق التقليدية في كندا.
في مدينة ميسيساغا، غرب تورونتو، وفي منطقة يغلب عليها الطابع السكني والخدمات العائلية، يقع أحد أكثر المواقع تميزًا للمجتمع العربي والمسلم في كندا: ريجواي بلازا. هذه الساحة التجارية المزدحمة بالحياة لم تعد مجرد مجمع للمطاعم والمحلات، بل تحوّلت إلى رمز ثقافي واجتماعي يعبّر عن تنوّع الجالية، ويوفّر مساحة للهوية والانتماء واللقاء.
يقع ريجواي بلازا في غرب مدينة ميسيساغا، على تقاطع شارع Ridgeway Drive وEglinton Avenue West، ويخدم شريحة واسعة من السكان المحليين، إضافة إلى الزوار من مناطق مجاورة مثل تورونتو، برامبتون، أوكفيل وهاميلتون.
📍 العنوان الكامل:
3525 Platinum Dr, Mississauga, ON L5M 2R9, Canada
🔗 تقييم Google: 4.3 من أصل 5 بناءً على أكثر من 700 مراجعة
يتميّز ريجواي بلازا عن غيره من مراكز التسوق في كندا بكونه يجمع الطابع التجاري مع البعد الثقافي والديني. فهو ليس فقط مكانًا لشراء الطعام أو تناول الوجبات، بل يُعتبر ملتقى للجاليات العربية، الباكستانية، الهندية، الأفغانية، التركية، والإيرانية، وغيرها من الجاليات المسلمة، حيث يجد الزائر هنا انعكاسًا حيًّا لثقافات متعددة من العالم الإسلامي. كما يشارك في هذا المشهد الثقافي بعض أبناء الجاليات الإفريقية والشرق أوروبية، ما يضيف بُعدًا عالميًا جديدًا للتجربة.
وبحسب The Halal Food، يُعد ريجواي بلازا حاليًا أكبر مركز للأطعمة الحلال في أمريكا الشمالية، وهو اللقب الذي يعكس حجم النشاط التجاري فيه، وتنوّع المطابخ التي يحتويها. الحلال هنا لا يعني فقط اللحوم المذبوحة على الطريقة الإسلامية، بل يشمل أيضًا فلسفة متكاملة تراعي تجنّب الكحول ومشتقاته، وتقديم تجربة متوافقة مع الضوابط الشرعية. هذا ما يمنح الزوار، وخصوصًا العائلات المسلمة، طمأنينة وثقة كبيرة في اختياراتهم.
يضم المجمع اليوم ما يزيد عن 160 محلًا بين مطاعم ومقاهٍ ومحلات حلويات ومخابز. لا تقتصر التجربة على مطبخ واحد، بل يمكن القول إن ريجواي بلازا يقدم رحلة طعام عالمية دون الحاجة إلى تذكرة سفر. فبين مطعم يقدم البرياني الباكستاني بنكهات غنية، وآخر يقدّم شاورما على الطريقة الدمشقية، وآخر يدمج بين المطبخ الصيني والبهارات الشرق أوسطية، يجد الزائر نفسه أمام لوحة نكهات تعبّر عن خارطة الهجرة في كندا.
من بين المطاعم التي اكتسبت شهرة واسعة داخل وخارج كندا: مطعم “أل فرات” العراقي، “سرايا” اللبناني، “جينسوي” الآسيوي، “بوتيتو بار” للوجبات السريعة، “رحَت” الباكستاني، “زلابية” للحلويات، و”Melt & Dip” لعشاق الشوكولاتة.
في أثناء التجوّل داخل البلازا، يتضح أن الأمر يتعدى الطعام، فكل مطعم يحمل في طيّاته قصة: عائلة لبنانية أنشأت مطعمًا صغيرًا في ركن جانبي لتقديم الفتوش والتبولة؛ شاب باكستاني عاد من الخليج ليجلب وصفات الكباب البخاري؛ خباز عراقي يخبز التنور على الحطب ويغلفه بعطور الهيل والسمسم. هذه القصص تنبع من المطاعم، لكنها تجد صداها في هوية المكان. ريجواي بلازا ليس مجرد وجهة للأكل، بل هو ذاكرة ثقافية حيّة لأبناء الشتات، ومكان يلتقي فيه الناس لتجديد صلتهم بالجذور.
مكان للصلاة للمسلمين: مسجد قريب
أحد الجوانب التي تُميز البلازا أيضًا هو وجود مسجد صغير داخل الموقع، يُعرف باسم Muslim Neighbour Nexus، وهو مكان مخصص للصلاة، ويخدم الزوار الذين يأتون من أماكن بعيدة أو يقضون وقتًا طويلًا في التجول والتسوق. هذه الإضافة ليست تفصيلًا عابرًا، بل تعكس رؤية متكاملة تُراعي الجانب الروحي في حياة المسلم، وتقدّم نموذجًا لفضاءات عامة تحترم الخصوصية الدينية. يقع في 3520 Odyssey Dr، أي على بعد خطوات من معظم المطاعم.
هذا المسجد يخدم الزوار الذين يحتاجون إلى أداء الصلوات أثناء تواجدهم في المجمع، خصوصًا القادمين من مناطق بعيدة، أو خلال شهر رمضان والمناسبات الدينية.


لكن، كما في أي موقع شهير ومزدحم، لا يخلو ريجواي بلازا من بعض التحديات. أكثر ما يتفق عليه الزوار، سواء في تقييماتهم على Google أو من خلال النقاشات في المنتديات المحلية، هو مشكلة المواقف والازدحام، خاصة في ساعات الذروة وخصوصًا من الساعة 6 مساءً حتى 11 ليلًا في عطلات نهاية الأسبوع. فعلى الرغم من توفر مواقف عديدة، إلا أن كثافة الزوار، لا سيما خلال العطل الرسمية في كندا، تجعل من عملية الوصول والخروج تجربة صعبة. بعض الزوار وصفوا الموقف بأنه “ساحة قتال للمركبات”، خصوصًا في الأمسيات الصيفية والمناسبات الكبرى.
الازدحام لا يقتصر فقط على المواقف، بل يمتد أحيانًا إلى داخل المطاعم. ومع أن أغلب أصحاب المحلات يبذلون جهدًا كبيرًا في التنظيم وخدمة الزبائن، إلا أن الضغط الهائل في أوقات الذروة يؤدي أحيانًا إلى تأخر الطلبات، وظهور بعض الملاحظات على النظافة أو التنظيم. وقد عبّر بعض الزوار عن قلقهم من سلوكيات غير حضارية من بعض المراهقين، أو من بعض السائقين الذين لا يلتزمون بقوانين المرور داخل المجمع، ما دفع البلدية في وقت سابق إلى اتخاذ إجراءات قانونية لتنظيم التجمعات.
وينصح الزوار بتجنّب هذه الأوقات أو استخدام وسائل نقل بديلة عند الإمكان، خاصة العائلات التي ترافقها عربات أطفال أو كبار السن حيث يصبح العثور على موقف شاغر تحديًا حقيقيًا.
في مراجعات Google، التي تجاوزت 700 تقييم، يظهر تباين واسع في الآراء، لكنه يعكس في مجمله واقعًا حيًا لمكان لا يمكن تجاهله. الزوار يمدحون التنوع، ويثنون على الأجواء الاجتماعية الدافئة، ويشيدون بجودة الطعام في العديد من المطاعم. في المقابل، هناك من يشكو من الضجيج، قلة النظافة، أو ضعف الخدمات التنظيمية، خصوصًا في فترات الاكتظاظ. لكن اللافت أن هذا النقد لا يمنع الناس من العودة مجددًا، مما يدل على أن الجاذبية التي يتمتع بها المكان تتجاوز مشكلاته اللوجستية.
أليكم اكثر الإنتقادات التي رصدناها:
ومن بين الانتقادات التي يطرحها بعض الزوار، وجود جدل حول مدى التزام بعض المطاعم بمعايير الذبح الحلال بشكل صارم، أو تقديم أطعمة مختلطة دون توضيح كافٍ، وهو ما يعكس حاجة دائمة للمراقبة الذاتية وتعزيز الشفافية.
ورغم الانتقادات، يستمر ريجواي بلازا في أداء دوره كـ ملتقى حيوي للجاليات، ووجهة تجذب الزوار من جميع أنحاء منطقة تورونتو الكبرى. ويبدو أن التحدي القادم لا يتعلق فقط بإدارة المكان، بل بإيجاد التوازن بين الحيوية المجتمعية والتنظيم الحضري. فالمكان يحتاج إلى تطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات العامة، وربما توسيع مواقف السيارات، دون المساس بروحه الاجتماعية المفتوحة.


بالإضافة إلى المطاعم، يضم ريجواي بلازا عددًا من المحلات والخدمات التي تشمل:
هذا التنوع يجعل من ريجواي بلازا وجهة متكاملة للزائر الذي يرغب في قضاء ساعات متواصلة دون الحاجة لمغادرة الموقع.
تشتهر ريجواي بلازا أيضًا بكونها مركزًا للاحتفالات والمناسبات الخاصة، مثل:
لكن هذه الفعاليات، رغم أهميتها المجتمعية، أثارت أحيانًا جدلاً بسبب الضوضاء والزحام الزائد، مما دفع بلدية ميسيساغا إلى إصدار قرارات تنظيمية صارمة في بعض الأوقات، تشمل الحد من التجمعات العشوائية أو استخدام الألعاب النارية غير المرخصة.
بالنسبة للمهاجرين الجدد إلى ميسيساغا أو الزوار العرب والمسلمين، فإن زيارة ريجواي بلازا تُعد فرصة ممتازة لاكتشاف الجالية، وتكوين علاقات، والاطلاع على خيارات الطعام الحلال بمختلف تنوعها. كما يوفر الموقع الإلكتروني للمجمع Ridgeway Plaza Eats
دليلًا محدثًا للمطاعم والمحلات المتوفرة، ويمكن من خلاله البحث حسب الفئة (مطعم، مقهى، حلويات، مشروبات، إلخ)، أو حسب نوع المطبخ.

تتميّز التجربة هنا بالبساطة والعفوية؛ لا بروتوكولات رسمية ولا تصميمات فخمة، بل ممرات مفتوحة، أصوات أطفال، ضحكات عائلات، ورائحة طعام تختلط برائحة الهال والبهارات. هذه العفوية هي ما يجعل ريجواي بلازا حيًّا، ليس فقط على الخريطة، بل في قلوب الناس الذين يقصدونه. ما يجعل ريجواي بلازا أكثر من مجرد وجهة للأكل هو أنه مساحة شعبية وثقافية تعكس التعايش بين المهاجرين المسلمين بمختلف خلفياتهم، ضمن النموذج الكندي المتنوع.
وبين كل التقييمات، والسجالات المجتمعية، والحضور الإعلامي، يبقى ريجواي بلازا عنوانًا للاندماج والتنوّع. إنه مرآة تعكس كيف يمكن للطعام أن يكون وسيلة للحفاظ على الهوية، ونافذة للحوار بين الثقافات. وربما يكون أهم ما يقدمه هذا المكان، ليس مجرد وجبة شهية أو جلسة مع الأصدقاء، بل إحساسًا بالانتماء، في بلد يرحّب بالجميع، لكنه يتوق إلى مساحات تتيح لكل جماعة أن تعبّر عن ذاتها ضمن إطار من الاحترام والتعايش.
ملاحظة: تم جمع المعلومات من مواقع رسمية وتقييمات عامة الناس على Ridgeway Plaza at The Halal Food، وهي تعكس آراء الزوار ولا تمثل توصية رسمية من جهة معينة.