تعتبر شلالات نياجرا وجهة سياحة تجمع بين جمال الطبيعة والأنشطة الترفيهية الممتعة، كما تشكل أهمية اقتصادية لكل من كندا والولايات الأمريكية المتحدة.
تتميز كندا بالأماكن الجذابة، والطبيعة الساحرة، والمعالم السياحية ومن أبرز المعالم الطبيعية فيها نذكر شلالات نياجرا الكائنة على نهر نياجرا وعلى الحدود بين كندا والولايات المتحدة الأمريكية في مدينة صغيرة تعرف باسم نياجرا وتقابلها بفالو في أمريكا، وتعتبر هذه الشلالات أعجوبة من عجائب الطبيعة ووجهة سياحية لقرابة 26 مليون سائح سنوياً ، يقصدها الكثير للاستمتاع بجمال حركة المياه فيها والتي تعتبر الأسرع في العالم، كما يستمتع زوارها بمختلف الأنشطة والمغامرات وفي هذه المقالة سنقوم برحلة ممتعة نتعرف فيها على أهم المعلومات حول هذه الشلالات وعلى الأنشطة الترفيهية هناك، فتابع معنا.
وصف الشلالات:
تقع الشلالات على ضفاف نهر نياجرا، يبلغ عمقها حوالي 51.82 متر وارتفاعها 56 متر على الجانب الأمريكي و54 متر على الجانب الكندي، وتتكون من ثلاثة أقسام وهي: الشلال الأمريكي وشلال طرحة العروس التابعان للولايات المتحدة الأمريكية وشلال حدوة الحصان التابع لكندا وهو أكبرها وأجملها، و يتدفق فيه نحو 90٪ من مياه النهر، تفصل جزيرة الماعز بين شلالات الجانب الأمريكي وشلالات الجانب الكندي، وتتميز بوجود تمثال المخترع الأمريكي الشهير نيكولاي تيسلا، وتوجد جزيرة لوني بالقرب من القسم الأمريكي وجزيرة بريدج بالقرب من القسم الكندي، تربط الشلالات بين بحيرة إيلي في أمريكا وبحيرة أونتاريو في كندا، وتعتبر هذه الشلالات من أكبر شلالات العالم من حيث تدفق المياه وقوتها حيث يجري فيها قرابة 3000 متر مكعب من المياه في الثانية الواحدة.
سبب تسميتها:
تختلف التفسيرات في سبب تسميتها بهذا الاسم ولكن بحسب بعض المصادر فإن الاسم يأتي من أحد مدن السكان الأمريكيين الأصليين والتي تدعى أون غيارا ومعناها قطعة من الأرض قطعت لنصفين، وهذا متوافق مع الشلالات التي تقع بين كندا وأمريكا، وهناك أقاويل تفترض أنها سميت كذلك نسبة إلى أحد قبائل السكان الأصليين لأمريكا والتي كانت تسمى بالموهوك، وكلمة نياجرا في لغة الموهوك تعني العنق، كما يُظن أن أحد القبائل والتي تدعى قبائل أوركوا أطلقت هذا الاسم والذي يعني رعد المياه.
نشوء شلالات نياجرا واكتشافها:
يُتوقع أن عمر الشلالات يزيد عن 10 آلاف عام، نتجت هذه الشلالات بسبب ذوبان أنهار جليدية شكلت بحيرات ضخمة سميت بالبحيرات العظمى ومنها بدأت المياه بتحت الصخور والتربة في المنطقة، وبفضل التآكل الطبيعي المستمر استمر تشكل شلالات نياجرا عبر العصور إلى أن أصبحت المعلم الطبيعي البديع الذي نعرفه اليوم، وتم اكتشاف هذا المعلم من قبل أحد السكان الأصليين لأمريكا من الهنود الحمر ونصب تكريماً له تمثال على الجانب الأمريكي.
التهديدات التي تواجه الشلالات والجهود المبذولة للحفاظ عليها:
هنالك العديد من العوامل التي تهدد استقرار وجمال هذا المقصد السياحي، نذكر منها التغير المناخي والذي قد يؤدي إما لجفاف الشلالات أو الفيضانات، كما يعتبر التلوث بمصادره المختلفة العدو اللدود لكل معلم طبيعي فقد ينتج إما بسبب التطوير العمراني القريب والذي يهدد المنطقة أو بسبب الازدحام السياحي، ومن الجهود المبذولة سن القوانين التي تحافظ على سلامة ونظافة الشلالات وإنشاء المحميات الطبيعية ومعالجة مياه الصرف الصحي قبل تصريفها في النهر، كما يجب نشر الوعي بين السياح حول أهمية النهر وشلالاته والحث على مراعاة النظافة.
الأنشطة التي يمكن القيام بها:
يقصد السياح القسم الكندي غالباً وذلك لأن المناظر فيه أوضح وأجمل ويستمتعون بمختلف النشاطات بالقرب من الشلالات البديعة كركوب القوارب والتوجه لقرب الشلالات، ركوب التلفريك و الطائرة المروحية فوق الشلالات للاستمتاع بالمناظر الخلابة، أو ببساطة المشي على المسار المحاذي لمصب الشلال عبر ممشى “وايت ووتر ووك” والاستمتاع بالتقاط الصور الجميلة، كما يمكن للسياح القيام بالكثير من المغامرات كرحلة ما وراء الشلالات حيث يمكن للسياح الاستمتاع برحلة بحرية على متن قارب “Maid of the Mist” للوصول إلى قاعدة شلالات حدوة الحصان.
أما في المدينة بحد ذاتها فإلى جانب الشلالات يوجد الكثير من المزارات الطبيعية والترفيهية والتاريخية فيمكن زيارة حديقة شلالات نياجرا الحكومية و برج سيلكون والذي يوفر مناظر خلابة على الشلالات والمناطق المحيطة بها وكهف الرياح والذي يعد منبعاً لمياه الشلالات، كما يمكن زيارة متحف شلالات نياجرا والذهاب ومشاهدة أعمال لويس توسو الشمعية في متحف مميز يمثل أبرز المشاهير، و تتميز المدينة بأجوائها الكرنفالية المبهجة و من أجمل مهرجاناتها مهرجان الأضواء السنوي والذي يكون عادةً في شهر نوفمبر ويستمر لنهاية يناير ففيه تزين المدينة بأجمل الديكورات الضوئية الساحرة، وقد استغل المستثمرون الكنديون والأمريكيون وغيرهم هذا المعلم السياحي بإنشاء المطاعم و الفنادق ووسائل الترفيه المتنوعة.
فوائد الشلالات:
يعتبر تدفق المياه فيها هائل مما يساعد بشكل كبير في توليد الطاقة الكهربائية حيث توفر حوالي مليوني كيلو واط من الكهرباء في كندا وأكثر من 2.4 مليون كيلو واط في أمريكا، وتعتبر مياهها مصدراً مهم للشرب في كندا وأميركا، وهي مخزن لثروة سمكية هائلة، كما تعتبر مقصداً للكثير من السياح فيساهم ذلك في تطوير الاقتصاد الكندي وخلق فرص عمل جديدة دوماً، وأما ثقافياً فتعد هذه الشلالات مصدر إلهام للعديد من الشعراء والموسيقيين وقد تم تصوير العديد من الأفلام في هذه البقعة الساحرة من بينها أفلام قراصنة الكاريبي وفيلم لسوبر مان وفيلم لمارلين مونرو.
الخاتمة:
وهكذا وقد انتهت رحلتنا مع شلالات نياجرا فتعرفنا على كيفية نشوئها منذ آلاف السنين وعلى الأسباب المختلفة لتسميتها بهذا الاسم كما سلطنا الضوء على التهديدات المحدقة بها وكيفية الحد منها، وأخذنا فكرة عن أبرز الأنشطة المتاحة مع طبيعة الشلالات الساحرة، ولم ننس الفوائد الكثيرة التي تقدمها هذه الشلالات لكل من كندا وأمريكا، نتمنى أن يكون هذا المقال قد قدم المعلومات المفيدة والشيقة وبالانتظار مع رحلة أخرى.
