بدء تنفيذ التعريفات الأمريكية على كندا وتوترات تجارية متصاعدة

| آخر تحديث March 5, 2025 4:47 pm

الرئيسية » اخبار » إقتصاد » بدء تنفيذ التعريفات الأمريكية على كندا وتوترات تجارية متصاعدة

دخلت قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة بشأن التعريفات الجمركية حيز التنفيذ في 4 مارس 2025، لتشمل فرض رسوم بنسبة 25% على جميع الواردات من كندا والمكسيك، بينما تم استثناء قطاع الطاقة الكندي، الذي يخضع لتعريفة مخفضة بنسبة 10%. في المقابل، تضاعفت الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية من 10% إلى 20%، مما يزيد من حدة التوترات التجارية العالمية.

تصعيد اقتصادي بدعوى الأمن القومي

تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الأوامر التنفيذية التي أصدرتها إدارة ترامب في 1 فبراير 2025، مبررة القرار بمخاوف تتعلق بالأمن القومي، خاصة فيما يخص قضايا الهجرة غير الشرعية وتدفق الفنتانيل. ورغم تأجيل التنفيذ من 4 فبراير إلى 4 مارس عقب مفاوضات قصيرة مع كندا والمكسيك، إلا أن واشنطن لم تتراجع عن قرارها، ما أدى إلى ردود فعل غاضبة من شركائها التجاريين الرئيسيين.

تُطبق الرسوم الجديدة على جميع السلع المستوردة من كندا والمكسيك، باستثناء مصادر الطاقة الكندية التي تشمل النفط الخام، الغاز الطبيعي، المعادن الحيوية، والمنتجات البترولية المكررة، لكنها لا تزال تخضع لتعريفة 10%، مع توقعات بزيادتها لاحقًا وفق تصريحات ترامب.

ردود فعل قوية من كندا والمكسيك والصين

سرعان ما ردت الدول المتأثرة بهذه القرارات، حيث أعلنت الصين عن إجراءات انتقامية، في حين أكدت كل من كندا والمكسيك عزمهما اتخاذ تدابير مماثلة.

كندا، على وجه الخصوص، اتخذت خطوات حاسمة، حيث فرضت تعريفات جمركية بنسبة 25% على سلع أمريكية بقيمة 105 مليارات دولار أمريكي، تشمل منتجات غذائية مثل عصير البرتقال وزبدة الفول السوداني والقهوة، بالإضافة إلى الملابس والأجهزة الكهربائية ومستحضرات التجميل. ومن المتوقع أن تشمل المرحلة الثانية من التعريفات سيارات الركاب، الصلب، الألمنيوم، والمنتجات الزراعية مثل الفواكه والخضروات واللحوم ومنتجات الألبان.

لم تتوقف الردود الكندية عند هذا الحد، بل بادرت بعض المقاطعات بإجراءات إضافية مثل فرض قيود على التوريدات الحكومية من الشركات الأمريكية، وإلغاء العقود المبرمة مع كيانات أمريكية، وحتى إزالة المنتجات الكحولية الأمريكية من متاجر الخمور التي تسيطر عليها الحكومات المحلية.

السياسة والاقتصاد في قلب الانتخابات الكندية

ألقت هذه الأزمة التجارية بظلالها على المشهد السياسي الكندي، حيث كانت القضية محورًا رئيسيًا في الانتخابات الإقليمية في أونتاريو، والتي فاز فيها دوج فورد وحزب المحافظين التقدميين بولاية ثالثة بأغلبية قوية. خاض فورد حملته الانتخابية تحت شعار “كندا ليست للبيع”، وتعهد بمواجهة سياسات ترامب التجارية، بل وهدد بفرض رسوم على صادرات الكهرباء الكندية إلى الولايات المتحدة.

اتصالات بين ترودو وترامب لمحاولة تهدئة الأوضاع

في أول مكالمة بين رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الأمريكي بعد تنفيذ التعريفات، ناقش الزعيمان قضايا التجارة والفنتانيل، في محادثة استمرت 50 دقيقة. بينما لم تُكشف تفاصيل المحادثات بالكامل، إلا أن واشنطن أعلنت عن استثناء مؤقت لمدة شهر واحد على السيارات القادمة عبر اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (USMCA)، بعد ضغوط من كبار مصنعي السيارات الأمريكيين مثل فورد وجنرال موتورز وستيلانتيس.

الانعكاسات الاقتصادية والتوترات المستقبلية

التصعيد الأخير يزيد من مخاوف الركود الاقتصادي في كندا، حيث يحذر الخبراء من أن استمرار هذه التعريفات قد يدفع الاقتصاد الكندي إلى أزمة خانقة. كما أن الأسواق الأمريكية تأثرت بشكل واضح، حيث شهدت البورصات تراجعًا حادًا بعد فرض التعريفات الجديدة.

في الوقت ذاته، يصر المسؤولون الكنديون على ضرورة العودة إلى اتفاقية التجارة الحرة الأصلية، بدلًا من البحث عن حلول جزئية. أما واشنطن، فقد أبدت بعض الانفتاح على مراجعة معدلات الرسوم الجمركية، لكن دون وعود صريحة بإلغائها.

مع تصاعد هذه المواجهة الاقتصادية، يبقى السؤال الأهم: هل ستتحول هذه الحرب التجارية إلى أزمة اقتصادية كبرى تمتد آثارها لسنوات؟

أخبار ذات صلة

Ad
blank
Ad
blank
Ad
blank