حرائق بريتيش كولومبيا ترغم الآلاف على الإخلاء والدخان يغطي سماء ألبرتا

| آخر تحديث مايو 15, 2024 10:36 ص

الرئيسية » اخبار » حوادث » حرائق بريتيش كولومبيا ترغم الآلاف على الإخلاء والدخان يغطي سماء ألبرتا

في تطور مقلق لأحداث الطبيعة في كندا، شهدت مقاطعة بريتيش كولومبيا حرائق ضخمة استلزمت إخلاء الآلاف من المناطق القريبة من المدينة. الحريق، الذي اندلع لأول مرة يوم الجمعة، تضاعف حجمه تقريباً بحلول اليوم التالي، حيث امتد إلى حوالي 17 كيلومتراً مربعاً. وقد اقتربت النيران من أطراف مدينة فورت نيلسون، الواقعة في الزاوية الشمالية الشرقية للمقاطعة، والتي تبعد حوالي 1600 كيلومتر عن فانكوفر.

مدينة فورت نيلسون ومحمية فورت نيلسون الهندية المجاورة، والتي يقطنها نحو 3000 شخص، تعيش حالة من القلق المتزايد. وقد أثارت الحرائق المتكررة في المنطقة ذكريات مريرة عن حرائق عام 2016، التي أجبرت أكثر من 80,000 شخص على النزوح من فورت مكموري، والتي دمرت 1600 منزل ومبنى في قلب منطقة الرمال النفطية الكندية.

مع هبوب رياح قوية، انتقل الدخان إلى ألبرتا، مما أدى إلى إصدار تحذيرات من تدهور جودة الهواء والرؤية على الطرق، خاصة بالقرب من مدينة فورت مكموري. السلطات المحلية في ألبرتا لم تصدر أوامر بالإخلاء حتى الآن، لكنها حذرت من احتمال تأثير الحرائق على الرؤية الطرقية.

الأجواء في المنطقة لم تبشر بأي أمطار قريبة، وقد نصح خبراء الأرصاد الجوية السكان بالبقاء داخل منازلهم. وقد تشارك السكان المحليون لقطات على الإنترنت تظهر سحب الدخان الكثيفة التي ترتفع عالياً في السماء، مع وجود منازل في الصورة الأمامية للحريق.

تُعد هذه الحادثة في بريتيش كولومبيا جزءاً من سلسلة حوادث الحرائق المتزايدة التي تُعزى إلى التغيير المناخي، مما يُبرز الحاجة الماسة لاعتماد سياسات بيئية أكثر صرامة لمواجهة هذه التحديات المتنامية.

سلطات المقاطعة وقبيلة فورت نيلسون الأولى أصدرتا بياناً مشتركاً تحذر فيه الأشخاص الذين يختارون البقاء من أن خدمات الطوارئ الطبية والمواد الغذائية وغيرها من الخدمات لن تكون متوفرة. عمدة البلدية، روب فريزر، أكد أن معظم سكان فورت نيلسون والمناطق المحيطة بها قد تم إجلاؤهم، وأن الشرطة تتفقد الأبواب للتأكد من خروج الجميع بأمان. المستشفى العام في فورت نيلسون تم إخلاؤه وأغلق حتى إشعار آخر، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد للوضع الحرج في المنطقة.

في ظل تفاقم الحرائق التي تشهدها كندا، يبرز الحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات وقائية للتخفيف من حدة هذه الكوارث الطبيعية. لذلك، من المهم تنظيم إشعال الحرائق المخطط لها في المناطق المعرضة للخطر، بغية الحد من فرصة اندلاع حرائق غير متوقعة، كما حصل في حديقة هاي بارك بتورونتو في بداية الربيع. هذه الاستراتيجية تساعد على التحكم في الكتلة الحيوية وتقليل مواد الاشتعال المحتملة، وبالتالي تقليص مخاطر الحرائق العارمة.

تحديث

تفاقمت حالة حرائق الغابات في شمال شرق كولومبيا البريطانية، مما أدى إلى توسيع نطاق الأوامر الإجبارية لإخلاء السكان في المنطقة. حيث شهدت النيران التي تبعد بضعة كيلومترات عن مجتمع فورت نيلسون نمواً ملحوظاً، حيث ارتفعت مساحة الحريق من 53 كيلومتراً مربعاً إلى 84 كيلومتراً مربعاً خلال أيام قليلة.

يواجه حوالي 4,700 من سكان فورت نيلسون والشعب الأول لفورت نيلسون مخاطر متزايدة، إذ صدرت أوامر بالإخلاء منذ يوم الجمعة. ويعزز هذه المخاوف توقعات الطقس التي تشير إلى هبوب رياح قد تدفع الحريق نحو المجتمع.

مع تصاعد الأزمة، شارك بود ستريبر، أحد سكان فورت نيلسون، مقطع فيديو يوثق هطول بعض الأمطار، معبرًا عن الأمل القليل الذي جلبته هذه الزخات المتفرقة. وقد شملت الأوامر الإجبارية للإخلاء مناطق جديدة مثل شعب نهر دويغ ومنطقة بيس ريفر الإقليمية، حيث هدد حريق منفصل المناطق القريبة.

في المقابل، شهدت منطقة دويغ ريفر زيادة في الرطوبة وانخفاضًا في درجات الحرارة، مما يبعث على الأمل ولكن بحذر شديد. حيث تم تفعيل أنظمة الرش لحماية المباني إضافيًا، وتأكدت سلامة المجتمع والحيوانات المحلية.

وفي مواجهة هذه الكارثة، نجح الموظفون في مركز العمليات الطارئة ببلدية روكيز الشمالية في التواصل مع العديد من السكان، مقنعين بعضهم بمغادرة المنطقة، على الرغم من أن بعض السكان والموظفين الأساسيين اختاروا البقاء. وأكد العمدة روب فريزر أن الوضع الجوي سيكون حاسماً في الأيام المقبلة، وأن الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء ما زالت متوفرة، على الرغم من الصعوبات التي يواجهها الموظفون الضروريون في الحصول على الغذاء.

تأتي هذه الحرائق كجزء من سلسلة حرائق تجتاح غرب كندا، حيث أدت حرائق مماثلة في مانيتوبا وألبرتا إلى إجلاء المزيد من السكان. وفي هذا الوقت العصيب، يبقى الجميع في حالة ترقب واستعداد للأسوأ مع استمرار المحاولات للسيطرة على الحرائق المدمرة.

تحديث

تستعر حرائق الغابات في كندا بوتيرة غير مسبوقة هذا العام، حيث يواجه غرب البلاد وضعًا حرجًا. يأتي هذا بعد موسم كارثي عام 2023 شهد حرق ما يقرب من 46 مليون فدان من الغابات. تتفاقم الأزمة بسبب الجفاف المستمر لثلاث سنوات متتالية وارتفاع درجات الحرارة في فصل الشتاء الذي سمح للحرائق بالاستمرار تحت الغطاء الثلجي. تُعرف هذه الظاهرة باسم “حرائق الزومبي”، وهي تذكير صارخ بتأثير التغير المناخي على النظم البيئية الحساسة.

تتركز الحرائق بشكل خاص في مقاطعة بريتش كولومبيا، حيث أجبرت سبعة أوامر إخلاء وخمسة تنبيهات ما يقرب من 4700 شخص على الفرار من منازلهم. يذكر المسؤولون أن 130 حريقًا نشطًا لا يزال مشتعلاً، منها 14 خارج السيطرة.

تزداد الأوضاع سوءًا في فورت ماكموري الغنية بالنفط في مقاطعة ألبرتا، حيث تم إخلاء الآلاف بسبب رياح قوية دفعت حريقًا هائلاً نحو المدينة. يصف المتحدث باسم خدمة مكافحة حرائق الغابات في ألبرتا، الوضع بأنه “سلوك حريق متطرف” مع تصاعد أعمدة الدخان التي تغطي السماء.

في مواجهة هذا التحدي المتصاعد، تعمل فرق الإطفاء بجد للسيطرة على الحرائق وحماية المجتمعات المهددة. لكن يبقى السؤال: هل ستكون كندا قادرة على التغلب على هذه الكارثة الطبيعية المتكررة؟

أخبار ذات صلة

Ad
blank
Ad
blank
Ad
blank
blank