في ظل النمو السكاني المتسارع الذي تشهده مقاطعة ألبرتا، والذي يترتب عليه ضغوط متزايدة على مراكز دعم المهاجرين الجدد، تبرز الحاجة الماسة إلى إيجاد حلول مستدامة لدعم كافة فئات المجتمع، بما في ذلك الأفراد بلا مأوى. في هذا السياق، أعلنت حكومة ألبرتا عن تحويل مركز الملاحة والدعم في إدمونتون إلى مرفق دائم والكشف عن خطط لإنشاء مركز مماثل في كالغاري، في ظل ما تشهده المدينتان من تحديات متعددة تواجه الأفراد بلا مأوى، بدءًا من التحديات الاقتصادية وصولاً إلى الأزمات الصحية والإدمان. هذه الخطوة تعكس التزام المقاطعة بتوفير الأمن و الأمان لكل من يعيش على أرضها.
تم إنشاء مركز الملاحة في منتصف يناير، بعد تفكيك الشرطة لثمانية مخيمات للمشردين في إدمونتون، تم تحديدها كمناطق عالية الخطورة. خلال الشهرين الماضيين، قدم المركز مجموعة واسعة من الدعم، تشمل الرعاية الصحية الأولية، وعلاج الإدمان والصحة النفسية، بالإضافة إلى الدعم المالي والسكني. كما قدم المركز دعماً ثقافياً للسكان الأصليين وساعد الأفراد في الحصول على هوية صالحة في ألبرتا.
هذه المبادرة تأتي في ظل تصاعد معدلات الفقر والإدمان، وانخفاض المعروض السكني، مما أدى إلى زيادة عدد المخيمات المؤقتة للمشردين. وقد أشارت رئيسة وزراء ألبرتا، دانييل سميث، إلى أن هذه القضايا لم تعد تقتصر على إدمونتون فحسب، بل تمتد لتشمل مدنًا أخرى في الإقليم.
من جانبه، أوضح وزير الخدمات الاجتماعية في ألبرتا، جايسون نيكسون، أن موديل مركز الملاحة قد فاق التوقعات، مع أكثر من 700 شخص استفادوا من خدماته، وأكثر من 2200 إحالة إلى خدمات مثل السكن والدعم الصحي وعلاج الإدمان.
تأتي هذه الخطوات في سياق جهود أوسع لمعالجة قضايا المشردين في ألبرتا، حيث أشار رئيس شرطة إدمونتون، ديل مكفي، إلى تحسن الوضع في المدينة بعد إنشاء مركز الملاحة، مع انخفاض في عدد وحجم المخيمات، وتراجع ملحوظ في نسبة الجرائم والوفيات المرتبطة بالمخيمات.
تُظهر هذه المبادرات التزام حكومة ألبرتا بمعالجة إحدى أكثر القضايا إلحاحًا في المجتمع، وتعد خطوة مهمة نحو توفير حلول دائمة للأفراد بلا مأوى، مما يعكس روح التكاتف والعمل المشترك نحو مجتمع أكثر شمولية ودعمًا لجميع أفراده.