في تطور ملحوظ ومثير للقلق، شهدت مدينتا ميسيسوجا وبرامبتون في كندا ارتفاعاً حاداً في عدد عمليات السطو خلال الشهر الماضي، ما يعكس تحدياً أمنياً كبيراً للمنطقة. وفقاً لبيانات شرطة منطقة بيل، تم تسجيل 56 عملية سطو، منها 22 عملية مسلحة، ما يمثل معدل سطو يومي واحد على الأقل. هذا الرقم يفوق بشكل كبير الحالات المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي، حيث تم الإبلاغ عن حادثة سطو واحدة فقط.
من بين الحوادث البارزة، عملية سطو جريئة نفذها أربعة مشتبه بهم اقتحموا منزلاً في برامبتون، مطالبين الضحايا بالمال والممتلكات تحت تهديد القوة. لم تقتصر عمليات السطو على الأعمال التجارية وحسب، بل شملت أيضاً السرقات المسلحة داخل المنازل وأثناء سرقة السيارات.
تواجه المنطقة تحدياً متزايداً مع تنوع أهداف السرقات، وتشمل أحدث الحوادث سرقة متجر للمجوهرات في برامبتون ضمن سلسلة عمليات الكسر والخطف التي تجري تحت أنظار الشرطة عبر جنوب أونتاريو لتحديد ما إذا كانت مترابطة. هذه العمليات أصبحت أكثر تكراراً، خاصة داخل المراكز التجارية، مما يدق ناقوس الخطر حول أمان الممتلكات والأفراد.
بالإضافة إلى ذلك، يُظهر تحليل بيانات الشرطة أماكن تكرار هذه الجرائم، مشيراً إلى أربعة مواقع رئيسية شهدت تكراراً في الحوادث. يأتي هذا في وقت تستمر فيه الجهود لحل 36 حادثة لا تزال قيد التحقيق، مع حل 20 حادثة حتى الآن.
القضية تأخذ منعطفاً أكثر تعقيداً مع تقرير عن سرقة كبيرة في نهاية شهر فبراير 2024، حيث شهدت مدينة ميسيسوجا حادثة سطو مروعة استهدفت متجر صرافة داخل أحد المراكز التجارية المعروفة، وتحديداً بالقرب من متجر غذاء “Grant’s Foodmart” الواقع في 3415 Dixie Rd, Mississauga, ON L4Y 2B1. اللصوص تمكنوا من الفرار بمبلغ نقدي ضخم إضافة إلى مجوهرات قيّمة، بقيمة إجمالية تصل إلى 500,000 دولار كندي، في عملية سرقة جريئة ألقت بظلال من القلق على سكان المنطقة وأصحاب الأعمال.
المفاجأة كانت في تعامل شركة التأمين مع هذه الحادثة، حيث واجه صاحب المتجر صعوبات كبيرة في الحصول على تعويض يتناسب مع حجم الخسارة. في البداية، أبدت الشركة استعدادها لدفع تعويض قدره 35,000 دولار، لكن المبلغ الذي قدمته فعلياً كان شيكاً بقيمة 2,000 دولار فقط. السبب وراء هذا التخفيض الحاد في التعويض يعود إلى أن صاحب المتجر لم يقم بالإعلان عن الذهب كجزء من الممتلكات المؤمن عليها ضمن نطاق عمله.
هذه الحادثة لا تشير فقط إلى الخسارة المادية الفادحة التي تكبدها صاحب المتجر، بل تسلط الضوء أيضاً على أهمية فهم وإدارة التغطيات التأمينية بشكل دقيق ومحكم. كثير من أصحاب الأعمال قد لا يدركون النطاق الحقيقي للتغطية التأمينية المقدمة لهم، أو قد يغفلون عن ضرورة تحديث بوليصة التأمين لتشمل جميع الأصول القيمة.
الشرطة تنصح السكان وأصحاب الأعمال باتخاذ تدابير احترازية، منها تحسين الإضاءة والمراقبة وتقديم تدريبات للموظفين حول كيفية الوقاية من السطو. هذه التوصيات تأتي في ظل محاولة لتعزيز الأمن العام والحد من تكرار هذه الحوادث.
هذا الارتفاع الحاد في الجرائم يبرز الحاجة الملحة لاستراتيجيات أمنية محكمة وتعاون مجتمعي لمواجهة هذه التحديات، مع التأكيد على أهمية الوعي والاستعداد للتعامل مع مثل هذه الحوادث. الجالية العربية في كندا، كجزء من هذا المجتمع، مدعوة للمشاركة الفعالة في جهود الوقاية والإبلاغ لضمان سلامة الجميع.
