في تطور ملحوظ يعكس تغيرات السوق العقارية في كندا، شهد شهر فبراير ارتفاعاً كبيراً في وتيرة بناء المساكن الجديدة بنسبة 14% مقارنة بالشهر السابق، وفقاً لما ذكرته هيئة الإسكان والرهن العقاري في كندا (CMHC). وصلت الوتيرة المعدلة موسمياً للبناء السكني الجديد إلى 253,468 وحدة في فبراير، مقارنة بـ 223,176 وحدة في يناير، متجاوزة توقعات الخبراء الاقتصاديين التي كانت تشير إلى 230,000 وحدة.
يشير هذا الارتفاع إلى تعافٍ متوقع بعد تراجع يناير، مع استمرار البناء بوتيرة قوية، مدعوماً بزيادة في بناء وحدات الإيجار المخصصة وارتفاع أسعار المساكن. ومع ذلك، يُظهر التحليل العميق للأرقام أن بدايات البناء في الشهرين الأولين من الربع الأول كانت أقل من مستويات الربع الرابع من العام الماضي، مما يشير إلى إمكانية تأثير سلبي على نمو الاستثمار السكني في الربع الأول من العام.
يتوقع بنك تي دي انخفاضاً مستمراً في أعداد بدء البناء مع تحول الضعف السابق في مبيعات المساكن إلى تقليل عدد المنازل التي يتم بناؤها. قد يُعزى جزء من الزيادة أيضاً إلى الطقس الشتوي الدافئ غير المعتاد هذا العام، مما قد يكون له تأثير إيجابي على نشاط السوق العقارية المعاد بيعها أيضاً.
عند النظر إلى البيانات مقارنةً بالعام الماضي، فقد شهدت تورنتو زيادة بنسبة 10% في بدايات البناء الفعلية في فبراير، بينما سجلت فانكوفر ارتفاعاً هائلاً بنسبة 82% بسبب زيادة بدايات الوحدات المتعددة. في المقابل، شهدت مونتريال انخفاضاً بنسبة 9%، مع تراجع كل من بدايات الوحدات المتعددة والمنفصلة.
يسلط هذا الارتفاع الضوء على تغير ديناميكيات سوق الإسكان في المدن الكندية الكبرى، مع تأثير محتمل على الجالية العربية في كندا التي تتابع عن كثب تطورات السوق العقاري سواء للبحث عن فرص استثمارية أو لتحديد أفضل الخيارات للسكن.