في خطوة تعكس التزامًا عميقًا نحو الإنسانية والعدالة، أعلنت حكومة مانيتوبا بقيادة السيد واب كينو، بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية الكندية، عن تخصيص مبلغ 40 مليون دولار كندي، بواقع 20 مليونًا لكل منهما، للبحث في مكب نفايات بمنطقة وينيبيغ. هذا البحث يهدف لتحديد مكان رفات امرأتين من السكان الأصليين يُعتقد أنهما كانتا ضحيتين لقاتل متسلسل.
في لقاء خاص، شارك السيد كينو، معلومات حول التمويل مع أسر الضحايا، بحضور كاثي ميريك، الرئيسة الكبرى لجمعية رؤساء مانيتوبا، ووزيرة الأسر ناهاني فونتين، إلى جانب ممثلين من أوتاوا ومدينة وينيبيغ. تأتي هذه الخطوة كبادرة أولى نحو العثور على رفات مورغان هاريس، مارسيدس ميران وامرأة لم يُعرف اسمها أطلق عليها اسم الروح ماشكود بيزهيكي’إكوي، أو امرأة الجاموس. تُتهم الشرطة جيريمي سكيبيكي بقتل هؤلاء النساء في عام 2022، كما وُجهت إليه تهمة القتل من الدرجة الأولى لريبيكا كونتويس.
كشف السيد كينو عن عدم قدرته على ضمان نجاح البحث، لكنه أكد بنسبة 100٪ على التزامهم بالمحاولة. ويُعتقد أن رفات السيدتين هاريس، 39 عامًا، وميران، 26 عامًا، من أمة لونج بلين الأولى، قد تم التخلص منهما في مكب النفايات برايري غرين، شمال وينيبيغ في ربيع 2022. هذه النتائج التي توصلت إليها الشرطة في يونيو من ذلك العام لم يتم مشاركتها مع أسر الضحايا أو الجمهور حتى ديسمبر، عندما أُعلن عن التهم الموجهة ضد السيد سكيبيكي.
وفي الوقت الذي شهدت فيه مانيتوبا انتخاباتها الإقليمية الأخيرة، كان هناك موقف معارض من الحكومة السابقة بقيادة الحزب المحافظ التقدمي، حيث اعتبرت البحث مكلفًا وخطيرًا للغاية. لكن حزب الديمقراطيين الجدد بقيادة كينو، والذي حقق فوزًا ساحقًا في أكتوبر، وعد بالعثور على رفات النساء إذا ما تم انتخابهم. والآن، بعد ستة أشهر، تفي الحكومة بوعدها.
يشير هذا التحرك إلى مدى التزام حكومة مانيتوبا بمبادئ الإنسانية والشفقة، حيث أكد السيد كينو على رغبته في أن تكون المقاطعة مكانًا لا يُترك فيه أحد خلفًا. وأشار إلى أن التزامه بتخصيص 20 مليون دولار للبحث سيكون جزءًا من الميزانية الإقليمية القادمة المتوقع إصدارها في الثاني من أبريل.
وفي السياق ذاته، أكد ماتيو بيروتان، السكرتير الصحفي لوزير العلاقات التاجية مع السكان الأصليين غاري أنانداسانغاري، أن الحكومة الفيدرالية ستقابل تمويل مانيتوبا للبحث في مكب النفايات. كما ذكر بيروتان أن أوتاوا ستقدم أيضًا 200,000 دولار لدعم الصحة النفسية الثقافيًا الحساس خلال المحاكمة القادمة للسيد سكيبيكي.
تعكس هذه الخطوة تجسيدًا لروح المسؤولية والتضامن في مواجهة الظلم والحزن الذي ألمّ بأسر الضحايا، حيث تقدم الجهود المشتركة بين الحكومتين الإقليمية والفيدرالية نموذجًا للعمل الموحد في سبيل البحث عن العدالة وتقديم الدعم اللازم لأهالي الضحايا. ومن الجدير بالذكر أن هذه المبادرة لا تسلط الضوء فقط على قضية النساء المفقودات والمقتولات في مجتمعات السكان الأصليين، بل تعكس أيضًا على التزام المجتمع الكندي بمبادئ الإنصاف والعدالة، مؤكدة على أهمية العمل المشترك لمواجهة هذه التحديات.
تقدم هذه الخطوات بصيصًا من الأمل للجالية العربية في كندا، ولكل من يتطلع إلى عالم يسوده العدل والإنصاف، حيث يُظهر التزام المجتمع الكندي بمعالجة قضايا العنف والإهمال ضد النساء، خاصة من السكان الأصليين، ويبرز دور الحكومات في تحمل المسؤولية وتقديم الدعم للمتضررين. كما تعتبر هذه الخطوة دعوة للجميع للوقوف جنبًا إلى جنب في مواجهة الظلم والعمل على بناء مجتمع أكثر عدالة وإنسانية.