مخاوف من حظر “تيك توك” في كندا و جدل بين المبدعين والأعمال الصغيرة

| آخر تحديث مارس 16, 2024 1:22 ص

الرئيسية » اخبار » سياسة » مخاوف من حظر “تيك توك” في كندا و جدل بين المبدعين والأعمال الصغيرة

في عالم يتسارع فيه الابتكار التكنولوجي وتتوسع فيه منصات التواصل الاجتماعي، وجد الكوميدي الكندي دارسي مايكل في تطبيق “تيك توك” فضاءً مثاليًا لمشاركة عروضه الكوميدية وبناء مجتمع من المتابعين يتشاركون معه الضحك والفرح. ومع ذلك، ينظر المشرعون الأمريكيون ومسؤولو الأمن الكنديون إلى التطبيق على أنه يشكل تهديدًا كبيرًا للخصوصية والأمن القومي نظرًا لملكية شركته الأم، “بايت دانس”، للصين.

تدور الأحاديث حول احتمال حظر التطبيق في الولايات المتحدة، مما يثير قلق مايكل بشأن تأثير ذلك على صناع المحتوى الكنديين الذين وجدوا في “تيك توك” منصة للتعبير عن أنفسهم والوصول إلى جمهور عريض. يرى مايكل أن مثل هذه القيود قد تعيد المبدعين الكنديين إلى نقطة البداية، حيث كان البحث عن الجمهور تحديًا دائمًا. يشير إلى أنه استطاع بيع أكثر من 50,000 تذكرة لجولته الشمال أمريكية دون الحاجة إلى فريق تسويق أو علاقات عامة، بفضل تسويق عروضه عبر “تيك توك”.

مع أكثر من 3.2 مليون متابع على التطبيق، يُعبر مايكل عن قلقه من إمكانية اتباع كندا لخطى الولايات المتحدة في حظر التطبيق، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون له تأثير سلبي ليس فقط على الموسيقيين والفنانين بل أيضًا على الأعمال التجارية الصغيرة.

من جانبها، تشير “تيك توك كندا” إلى أن الحظر المحتمل في الولايات المتحدة سيضر بملايين الأعمال ويحرم الفنانين من جمهورهم ويدمر مصادر رزق العديد من المبدعين، مؤكدةً على التأثير السلبي المتوقع على المبدعين الكنديين أيضًا.

تأتي هذه المخاوف في ظل التحذيرات من قبل الـFBI ولجنة الاتصالات الفيدرالية حول إمكانية مشاركة “بايت دانس” بيانات مستخدمي “تيك توك” مع الحكومة الصينية، وسط قوانين صينية تُلزم الشركات بتقديم أي بيانات شخصية قد تكون ذات صلة بالأمن القومي للبلاد.

في كندا، اتُخذت بالفعل خطوات ضد التطبيق، بما في ذلك حظره على الأجهزة المحمولة الخاصة بالحكومة الفيدرالية في فبراير 2023، مما يشير إلى مستوى القلق المتزايد بشأن تأثيره على الأمن والخصوصية.

تحديث

في ظل التحولات السريعة التي شهدها عالم الإعلام والتواصل الاجتماعي، تبرز قصص نجاح مؤثرة تعكس قوة هذه الأدوات في تغيير حياة الأفراد. أليكس بيرلمان، الذي كان يحلم بمسيرة مهنية في مجال الكوميديا الوقوفية، وجد نفسه يعمل في وظيفة خدمة عملاء ضمن مكتب صغير، قبل أن يقرر تغيير مسار حياته من خلال منصة “تيك توك”. بعد أن حقق شهرة واسعة بفضل فيديوهاته التي تمزج بين النكت والتعليقات على الثقافة الشعبية والسياسة، نجح بيرلمان في جذب أكثر من 2.5 مليون متابع، مما سمح له بترك وظيفته التقليدية والبدء في جولة على مستوى الولايات المتحدة.

مثل بيرلمان، هناك العديد من صانعي المحتوى على تيك توك في الولايات المتحدة و كندا الذين عبروا عن غضبهم إزاء مشروع قانون مرره مجلس النواب يوم الأربعاء، والذي قد يؤدي إلى حجب تطبيق الفيديو الشهير في جميع أنحاء البلاد إذا لم يقم المالك الصيني للتطبيق، شركة “بايت دانس”، ببيع حصتها. يعتبر صانعو المحتوى أن حظر تيك توك سيضر بعدد لا يحصى من الأشخاص والشركات التي تعتمد على التطبيق كمصدر رئيسي لدخلهم، كما يؤكدون على أن تيك توك أصبح منصة فريدة للحوار وبناء المجتمعات.

وتأتي محاولات إزالة تطبيق تيك توك من السيطرة الصينية على خلفية مخاوف المشرعين والمسؤولين في مجال إنفاذ القانون والاستخبارات حول أمان بيانات المستخدمين وإمكانية قمع المحتوى الذي لا يحظى برضا الحكومة الصينية واحتمال استخدام المنصة لتعزيز الدعاية المؤيدة لبكين، وهو ما تنفيه تيك توك.

وقد جاء هذا التحرك في الوقت الذي شهد فيه الوباء نموًا كبيرًا في التسويق الرقمي حيث كان الناس عالقين في منازلهم، يستهلكون ويخلقون المحتوى بمستويات غير مسبوقة. ويصف بعض صانعي المحتوى التطبيق بأنه معادل رقمي يوفر منصة للأشخاص من ألوان ومجموعات مهمشة للحصول على فرص وتعرض.

يعكس قرار حظر تيك توك الجدل الدائر حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على المجتمع والثقافة، مع التركيز على قضايا مثل الخصوصية وأمن البيانات. ومع ذلك، تبرز هذه القصص الشخصية أهمية هذه المنصات في توفير فرص جديدة للتعبير الذاتي وبناء مجتمعات داعمة، وخاصة للأفراد والمجموعات التي قد تفتقر إلى التمثيل في وسائل الإعلام التقليدية.

أخبار ذات صلة

Ad
blank
Ad
blank
Ad
blank
blank