حديقة هاي بارك في تورونتو تتأهب للإشتعال بالحرائق المخطط لها

| آخر تحديث مارس 12, 2024 12:46 م

الرئيسية » اخبار » محلي » أونتاريو » تورنتو » حديقة هاي بارك في تورونتو تتأهب للإشتعال بالحرائق المخطط لها

في خطوة لا تخلو من الروعة والحكمة، تستعد حديقة هاي بارك الضخمة وسط مدينة تورونتو لتكون مسرحًا لعملية حرق مُخطط لها بعناية، في إجراء يتكرر سنويًا ويأتي هذا العام مبكرًا عن موعده المعتاد بأسابيع، وذلك بفضل الشتاء الدافئ غير المعتاد الذي شهدته المدينة، والذي يُعد الأدفأ في سجلاتها الجوية.

هذه العملية، التي تعرف باسم “الحرق المُخطط”، لا تهدف إلى إثارة الذعر أو القلق بين سكان المدينة أو زوار الحديقة الغناء. على العكس، هي إجراء متعمد ومدروس يقوم به خبراء متخصصون بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي للمنطقة وحمايتها. خلال الحرق، سيقوم الفريق المختص بإشعال نيران مُتحكم بها في أماكن محددة داخل الحديقة، لتأكل الأوراق الجافة والأغصان الصغيرة وسيقان العشب دون أن تلحق الضرر بالأشجار الكبيرة كالبلوط، شجرة المدينة الرسمية، التي تتمتع بقشرة سميكة مقاومة للنار.

ستُغلق الحديقة أمام المركبات خلال فترة الحرق، وسيُحد من دخول المشاة وراكبي الدراجات إلى بعض المناطق. وستُعلق إشعارات عند مداخل الحديقة وعلى الشوارع المحيطة لإعلام الجمهور بهذا الحدث، لمنع الاستغراب أو القلق عند مشاهدة الحديقة وهي تشتعل.

يُذكر أن هذه العملية ليست بجديدة؛ فقد كانت الشعوب الأصلية تستخدم الحرق التقليدي منذ زمن بعيد لإدارة الأنظمة البيئية التي تعتمد على النار، بما في ذلك غابات البلوط الأسود والسافانا في هاي بارك. وفي إطار الاعتراف بهذا التاريخ، تتعاون المدينة مع ممثلين عن الشعوب الأصلية لدمج المعرفة التقليدية والطقوس في عملية الحرق.

وقد عُين مسؤول متخصص للإشراف على حرق عام 2024، حيث من المتوقع أن لا تؤثر الدخان الناتج عن الحرق، في ظل الظروف الجوية المثالية، على السكان والأعمال التجارية في الأحياء المحيطة. ومع ذلك، تُحذر المدينة من أن بعض الدخان قد يصل إلى المناطق السكنية المجاورة، موصية الأشخاص المصابين بالربو أو الحساسية الشديدة للسموم بالحد من تعرضهم للدخان.

هذه الخطوة لا تمثل فقط إجراء حماية بيئية مهم، بل تعكس أيضًا احترامًا للمعرفة الأصلية والتقاليد العريقة، مقدمةً نموذجًا يحتذى به في التعايش والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، وهو ما يجعلها قصة ذات قيمة لجاليتنا العربية في كندا التي تقدر عميقًا معاني التراث والحفاظ عليه.

أخبار ذات صلة

Ad
blank
Ad
blank
Ad
blank
blank