في قضية حظيت باهتمام واسع واستمرت طويلاً، أنهت المحكمة العليا في كندا نزاعًا قانونيًا استمر لسنوات بين أكاديمية ويبر، وهي مدرسة خاصة في كالغاري، وطالبين مسلمين تم منعهما من أداء الصلاة داخل الحرم المدرسي. تعود جذور هذا النزاع إلى شكوى تقدم بها والدا الطالبين إلى لجنة حقوق الإنسان في ألبرتا في فبراير 2012، مشيرين إلى أن الصلاة جزء لا يتجزأ من ممارساتهم الدينية في الإسلام، وأن المدرسة اعتبرت أفعال الصلاة التي تشمل الانحناء والركوع مخالفة لطبيعتها غير الطائفية.
خلال العقد الماضي، شهدت هذه القضية عدة استئنافات قضائية، انتهت أخيرًا بقرار المحكمة العليا بعدم النظر في الاستئناف الأخير الذي قدمته الأكاديمية. نتيجة لذلك، أعرب نيل ويبر، رئيس الأكاديمية، عن خيبة أمله لكنه لم يفاجأ بالقرار، مشيرًا إلى أن المدرسة ستلتزم بدفع غرامة مالية قدرها 26,000 دولار كندي، بالإضافة إلى الفوائد، كما فرضتها لجنة حقوق الإنسان.
تسلط هذه القضية الضوء على التحديات التي تواجهها المؤسسات التعليمية في كندا في موازنة الحريات الدينية للطلاب مع مبادئها التأسيسية. ففي حين أكد ويبر على رغبة الأكاديمية في خلق بيئة غير طائفية ترحب بالطلاب من مختلف الديانات والثقافات، يشير هذا النزاع إلى أهمية احترام وتسهيل الممارسات الدينية ضمن المؤسسات التعليمية.
بالنسبة للجالية الإسلامية في كندا، تعد هذه القضية تذكيرًا بأهمية الدفاع عن حقوق الأقليات الدينية وضرورة العمل من أجل تحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية والاندماج في المجتمع الكندي الأوسع. كما أنها تسلط الضوء على الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات التعليمية في تعزيز التفاهم والتسامح بين مختلف الثقافات والديانات، مما يعزز قيم الاحترام المتبادل والتنوع الثقافي.