بغض النظر عن هطول الثلج الخفيف الذي تشهده منطقة أونتاريو الجنوبية اليوم، فإنه يعد خفيفًا جدًا مقارنةً بما كان عليه الحال في نفس الفترة من السنوات الماضية. هذا الشتاء، بأجوائه الدافئة غير المعتادة، قد سجل رقمًا قياسيًا جديدًا في كندا، مما يعكس التغيرات البيئية العميقة التي تشهدها البلاد. تشير البيانات الوطنية التي تعود إلى عام 1948، إلى أن البلاد كانت أدفأ بمقدار 5.2 درجة مئوية عن المعدل خلال الموسم المعروف بالشتاء المناخي، الذي يمتد من ديسمبر إلى فبراير. وصف ديفيد فيليبس، الكبير بين الخبراء الجويين، هذا الفصل بأنه “الموسم المفقود”.
أدى هذا الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة إلى تأثيرات متعددة الأوجه على الحياة اليومية والبيئة في كندا، حيث تم إلغاء مهرجانات الشتاء، وواجهت منتجعات التزلج صعوبات كبيرة، وظهرت النباتات والحيوانات في أوقات غير معتادة. بالإضافة إلى ذلك، تأثرت الطرق الجليدية التي تعتمد عليها الشعوب الأولى في أونتاريو ومانيتوبا بشكل سلبي، مما أدى إلى إعلان حالات الطوارئ بسبب سوء الأحوال.
كان للتغير المناخي وظاهرة النينيو، التي تحدث بشكل طبيعي كل بضع سنوات، دور كبير في هذا الدفء القياسي. تشير التوقعات إلى أن التغير المناخي سيجعل فصول الشتاء في كندا أدفأ بشكل ملحوظ أكثر من أي فصل آخر، ما يحتم علينا اتخاذ خطوات جادة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة إذا أردنا تجنب هذا السيناريو كواقع دائم في المستقبل.
من بين العواقب المباشرة لهذا الشتاء الدافئ، قلة توفر الثلوج للذوبان في الربيع مما يؤثر سلبًا على ري الأراضي الزراعية وتجديد المخزونات المائية. كما يقلل ذوبان الثلج من خطر الحرائق البرية، التي تشكل تهديدًا متزايدًا و أضرار بسبب العواصف في ظل الظروف الحالية.
هذه الأحداث تحمل أهمية خاصة كونها تؤثر على الحياة اليومية والأنشطة الاجتماعية. على سبيل المثال، التزلج الخارجي، الذي يُعتبر جزءًا أساسيًا من الحياة الشتوية الكندية، قد تأثر بشكل كبير هذا العام. هذه التغييرات تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوعية بالتغير المناخي وضرورة اتخاذ إجراءات فعالة لمكافحته.