في أعقاب انهيار جسر في مدينة بالتيمور الأمريكية إثر اصطدامه بسفينة حاويات، سارعت السلطات الكندية إلى طمأنة الجمهور حول سلامة الجسور في البلاد، مؤكدة على اتخاذ تدابير وقائية لتقليل مخاطر التصادم بين السفن والجسور. وفي هذا السياق، قامت هيئة جسور ميناء هاليفاكس، المسؤولة عن إدارة جسرين يربطان بين هاليفاكس ودارتموث، بتنفيذ عدة خطوات لحماية هذه الجسور، بما في ذلك الإشراف البدني والمراقبة بالكاميرات للسفن أثناء مرورها تحت الجسور، بالإضافة إلى بناء جزر صخرية حول أعمدة الجسور في عام 1983 لتوفير حماية إضافية.
تكمن الأهمية في مقارنة هذا النهج بالتدابير الوقائية المتبعة في كندا مع الوضع الذي أدى إلى انهيار جسر فرانسيس سكوت كي في بالتيمور، حيث يبدو أن هناك نقصًا في الهياكل الوقائية حول أعمدة الجسر التي كان يمكن أن تمتص طاقة الاصطدام بالسفينة وتمنعها من ضرب الجسر نفسه. وقد أشار برونو ماسيكوت، أستاذ الهندسة في بوليتكنيك مونتريال، إلى الدهشة من عدم حماية أعمدة الجسر لتحمل طاقة اصطدام محتمل من سفينة، لافتًا إلى أنه من الشائع حماية هذه الأعمدة بالخرسانة، الفولاذ، أو الصخور التي يمكن أن تمتص طاقة الاصطدام.
في كيبيك، أكدت وزارة النقل أنها قامت بحماية أعمدة الجسر الوحيد تحت إدارتها الذي يعتبر معرضًا لخطر الاصطدام بالسفن التجارية، من خلال إجراء أعمال وقائية “ضخمة” لإنشاء جزر وقائية حول أعمدة الجسر في عام 1986. وفي كولومبيا البريطانية، أعلنت وزارة النقل والبنية التحتية عن خطط لحماية جسري Lions Gate وIronworkers Memorial في فانكوفر من اصطدامات السفن.
هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة إلى الصيانة الدورية والاهتمام بالبنية التحتية للجسور في كندا، خاصة في ضوء مخاوف من انهيارات محتملة بسبب الصيانة الرديئة، كما حدث في عام 2006 في لافال، كيبيك. تشكل هذه الإجراءات جزءًا حاسمًا من الجهود الرامية إلى ضمان سلامة الجسور في كندا، وتوفير الحماية لمستخدميها من مخاطر الحوادث غير المتوقعة.