في خطوة تحول دون الاعتيادية، أعلن مسؤولو مدينة مونتريال عن تحويل 11 شارعًا في المدينة إلى ممرات مخصصة للمشاة فقط خلال فترة الصيف. هذه الخطوة، التي تأتي في إطار سعي المدينة لتعزيز التجارب الثقافية والتجارية عبر تسعة فاصلة أربعة كيلومترات من الشوارع المختارة، تهدف إلى منح السكان والزوار فرصة فريدة للاستمتاع بالأعمال التجارية المحلية والبرمجة الثقافية في سبعة أحياء من المدينة.
عمدة مونتريال، فاليري بلانت، شدد على أن شوارع المشاة أصبحت عنصرًا حيويًا في أحياء مونتريال، مؤكدة أن تطوير هذه الشوارع وإضفاء الحيوية عليها يشكلان شرطًا أساسيًا لتحسين التجربة التجارية التي تبدأ من الشارع. هذا العام، ولأول مرة، ستشهد المنطقة القريبة من ساحة سانت-هوبيرت إغلاقها أمام حركة السيارات طيلة فصل الصيف.
الشوارع التي ستخصص للمشاة هذا الصيف تشمل شارع أونتاريو الشرقي من بوليفارد بي-إيكس إلى شارع دارلينج، وشارع برنارد بين شارعي أوتريمون وبلومفيلد، بالإضافة إلى شارع مونت-رويال بين شارعي سانت-دني ودي لوريمييه، وغيرها من الشوارع التي تمتد عبر أحياء مونتريال المختلفة.
يأتي إعلان مونتريال بتحويل 11 شارعًا لممرات مشاة في الصيف ضمن سلسلة من المبادرات المشابهة في مدن كندية أخرى، تسعى من خلالها السلطات المحلية لتقليل الاعتماد على السيارات وتشجيع أساليب حياة أكثر صحة واستدامة. في سياق متصل، أعلنت مدينة ميسيسوجا، قبل أيام قليلة، عن خطتها لإطلاق دراجات وسكوترات كهربائية للاستخدام العام هذا الصيف، مما يدل على اتجاه متزايد نحو تعزيز النقل المستدام والحركة البدنية. تأتي هذه المبادرات في وقت تواجه فيه المدن تحديات متزايدة بسبب الازدحام المروري والتأثيرات السلبية للسيارات على البيئة والصحة العامة.
هذه المبادرة ليست فقط تحولًا في البنية التحتية للمدينة ولكنها أيضًا فرصة لإعادة النظر في كيفية تفاعل الأفراد مع المساحات العامة، مما يعزز من قيمة التجارب الثقافية والاجتماعية في حياة المواطنين. إنها دعوة للمشي واستكشاف الأحياء بوتيرة أبطأ، مع إعطاء الأولوية للحياة العامة على حركة المرور، وتعزيز التجمعات الاجتماعية والتفاعل بين السكان والزوار.
تتوجه مونتريال بخطاها هذه نحو مستقبل أكثر استدامة وتفاعلية، مؤكدة على أهمية الفضاءات العامة كمكان للقاء والثقافة والتجارة. إن التحول الذي تشهده شوارع المدينة خلال الصيف يعكس رؤية مونتريال لتحقيق توازن بين الحفاظ على البيئة وتعزيز النشاط الاقتصادي والثقافي، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة.