يمثل الدولار الكندي رمزاً مالياً يحمل في طياته تاريخاً عريقاً لبلد يمتد تأثيره كواحد من أكبر الدول في العالم من حيث المساحة وغناها الإقتصادي.
الدولار الكندي، والذي يحتل المرتبة السابعة عالميًا من حيث التداول، يُعرف بالرمز الثلاثي “CAD”. يعكس هذا الدولار تاريخًا طويلًا يعبر عن ظروف كندا الاقتصادية منذ نشأتها وحتى اليوم. تطورت العملة الكندية عبر العقود متأثرةً بالعوامل الاقتصادية والسياسية العالمية، وكذلك بعلاقتها الوثيقة بالدولار الأمريكي. تتأثر قيمته عالميًا بقرارات البنك الفدرالي الكندي والأمريكي على حد سواء. هذه التأثيرات تعكس أهمية الدولار الكندي كعملة مستقرة وقوية في السوق العالمي. حاليًا، يتوفر الدولار الكندي بأشكال متعددة، سواء كانت ورقية أو معدنية، تعكس التراث والتاريخ الكندي الغني.
تاريخ الدولار الكندي
الدولار الكندي هو عملة كندا منذ عام 1871، وقبل هذا التاريخ بمئات الأعوام كان الناس من قبيلتي الإركوا والهرون هم السكان الأصليون للبلد يستخدمون السلاسل المصنوعة من خرز الأصداف البيضاء والأرجوانية كعملة للتداول فيما بينهم وكذلك استخدمت تلك القبائل هذه السلاسل في احتفالاتها وأحزانها، وفي القرن الخامس عشر اكتشفت فرنسا الأراضي الكندية وأطلقت عليها فرنسا الجديدة واعتمد المستوطنون على الفيرائي كوسيلة للتداول مع السكان الأصليين، وفي عام 1648 أصدر الملك لويس قرار باستعمال عملة السول وعملة الأمريكيتين ولكن لم تحظ أي منها بشعبية في التعامل، وفي عام 1685 للميلاد تم تقرير استعمال العملات الورقية المطبوعة على ورق اللعب، ونالت هذه الوسيلة شعبية واسعة، إلى أن قامت الحكومة بسحبها في عام 1722 للميلاد لسهولة تزويرها، في عام 1763 تولت بريطانيا السيطرة على كندا وقسمتها إلى كندا العليا والسفلى، فتداول أهالي كندا العملات الإنكليزية كالجنيه والشيلن والبنس، بعدها بأعوام قامت بريطانيا بتأسيس بنك مونتريال وتم من خلاله إصدار عملة خاصة بمستعمرة كندا أطلق عليه الدولار وظل التداول به بجانب العملات الإنكليزية الأخرى، وفي عام 1867 للميلاد تم الإعلان رسمياً عن قيام الاتحاد الكندي وأصبح جون ماكدونالد أول رئيس وزراء لكندا المستقلة، وفي عام 1871 للميلاد تم اعتماد الدولار الكندي والسنت عملتا كندا المستقلة.
البنوك ودورهم في تشكيل الدولار
تأثر الاقتصاد الكندي في الحرب العالمية الأولى حيث توقف إنتاج الذهب، فقامت الحكومة بالسماح لكل بنك على حدى بإصدار عملة خاصة به لمواجهة تلك الأزمة، في عام 1934 للميلاد، تم إنشاء بنك كندا المركزي ليكون مسؤولاً عن إصدار العملات الموحدة فتم إصدار أول دولار فضي عام 1935 للميلاد بالإضافة للعملات الورقية من فئة دولار وحتى مئة الدولار، خلال الحرب الثانية اتبعت الحكومة الكندية سياسة اقتصادية متشددة مما أدى لانهيار الاقتصاد، وفي عام 1954 للميلاد طرح الإصدار الثالث والذي يحمل صورة الملكة إليزابيث، وفي عام 1967 للميلاد صدرت عملة معدنية من فئة الخمسة والعشر دولارات، أما في الثمانينات فكان الإصدار الرابع من فئات الدولارين وحتى الألف دولار، صدرت عملات ورقية في بداية الألفية الجديدة من فئات خمسة وعشرة وعشرين وخمسين ومئة دولار مع علامات لمساعدة المكفوفين وللحماية من التزوير.
أخر التطورات المتعلقة بالدولار الكندي
-
بنك كندا يخفض سعر الفائدة إلى 3.75% لدعم النمو الاقتصادي
قرر بنك كندا خفض سعر الفائدة الأساسي بمقدار 50 نقطة أساس ليصل إلى 3.75%، في خطوة تهدف إلى دعم الاقتصاد الكندي وتحقيق استقرار الأسعار. جاء هذا التخفيض في إطار جهود البنك لمواصلة سياسة تطبيع الميزانية العامة، مع إبقاء سعر الإيداع عند 3.75% وسعر الفائدة على القروض عند 4%. من الناحية العالمية، من المتوقع أن يستمر […]
-
زيادة الحد الأدنى للأجور في 4 مقاطعات في كندا وأونتاريو أحدها
تشهد أربع مقاطعات كندية اليوم زيادات في الحد الأدنى للأجور. في أونتاريو، ارتفع الحد الأدنى للأجور بمقدار 65 سنتًا ليصل إلى 17.20 دولارًا في الساعة، وهي زيادة مرتبطة بمعدلات التضخم. بينما في ساسكاتشوان، ارتفع الحد الأدنى بمقدار دولار واحد ليصل إلى 15 دولارًا، إلا أنه لا يزال الأدنى في كندا إلى جانب مقاطعة ألبرتا. أما […]
-
توقعات بالمزيد من الخفض للفائدة في كندا قبل نهاية 2024
تشير التوقعات الاقتصادية الجديدة إلى أن بنك كندا قد يسرع وتيرة تخفيض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة بهدف تجنب الركود الاقتصادي. ويتوقع أحد أكبر البنوك في كندا، البنك التجاري الكندي الإمبراطوري (CIBC)، أن يقوم الفدرالي الإحطياطي بتخفيض سعر الفائدة الأساسي بمقدار 50 نقطة أساس في كل من اجتماعي ديسمبر ويناير المقبلين. ويُعتقد أن هذه السياسة […]
-
هل ستساعد تغييرات قوانين الرهن العقاري لشراء منزل جديد؟
بدأت الحكومة الفيدرالية بتنفيذ تغييرات جديدة على قوانين الرهن العقاري اعتبارًا من الخميس، إلا أن خبراء في قطاع الإسكان يعتقدون أن هذه التغييرات قد لا تكون مؤثرة بشكل كبير. اعتبارًا من الأول من أغسطس، سيتمكن المشترون لأول مرة من سداد الرهن العقاري المؤمن عليه على مدار 30 عامًا، بدلاً من 25 عامًا، وهو ما يتطلبه […]
العوامل التي يتأثر بها الدولار الكندي
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من أكبر شركاء التجارة مع كندا، وذلك بسبب التجاور الجغرافي البري وبما أن الجزء الأكبر من صادرات النفط الخام الكندي موجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية فإن قوة الدولار الكندي مرتبطة بالاقتصاد الأمريكي وبالامتداد مع الدولار الأمريكي ، حيث تعتبر كندا ثاني دول العالم من حيث الاحتياطي النفطي، كما تعد كندا المصدر الأول للألمنيوم إلى الولايات المتحدة.
كما يتأثر الدولار بقرارات البنك المركزي الكندي الذي يعدل أسعار الفائدة كما يتأثر بقرارات البنك الفيدرالي بما يخص الفوائد على الدولار الكندي، ولا تفضل الحكومة الكندية عموماً أن يرتفع الدولار الكندي كثيراً عن الأمريكي لأن رخصه يشجع المواطن الأمريكي على الإنفاق أكثر في كندا.
العملات الكندية
يتم حالياً صك العملة الكندية في بنك كندا، وسنتحدث قليلاً عن بعض العملات النقدية منها والورقية.
العملات المعدنية
نبدأ بالعملات النقدية المعدنية، فلكل منها رمز مميز:
- لوني: وهي قطعة معدنية تمثل دولاراً واحداً، يحمل صورة بطة ومن هنا جاء اسمها.
- توني: وهي قطعة معدنية تعبر عن دولارين كنديين، وتحمل صورة الدب القطبي وهو حيووان متواجد بوفرة في كندا.
- ربع دولار: وهي عبارة عن 25 سنت وتحمل صورة الغزال الكندي.
- دايم: وهي أصغر عملة بالحجم وتعبر عن 10 سنت مع صورة سفينة.
- نيكو: تعبر عن خمس سنتات، وتحمل صورة حيوان القندس.
- بيني: يعبر عن سنت واحد وقد تم إلغاؤه
العملات الورقية
العملة الورقية في كندا تتميز بجمالها وتفردها فهي مصنوعة من مادة البوليمير وليس من الورق العادي، فليس من السهل تمزقها كما أنها مقاومة للماء، نذكر منها:
- ورقة الخمسة دولار: زرقاء تحمل في الأمام صورة أول رئيس وزراء كندي من أصل فرنسي هو ويلفد لورييه، وتحمل بالخلف صورة لرواد فضاء يستعملون أذرعة خاصة من اختراع كندي.
- ورقة العشر دولارات: بنفسجية اللون تحمل صورة سيرجييه ماكدونالد وهو أول رئيس وزراء كندي، وتحمل بالخلف السكة الحديدية التي تصل الشرق بالغرب في كندا.
- ورقة العشرين دولار: خضراء اللون تحمل صورة الملكة إليزابيث، في الخلف يوجد صورة جسر فيمي الموجود في فرنسا.
- ورقة الخمسين دولار: حمراء اللون، ماكينزي كين، من أشهر رؤوساء وزراء كندا حكم البلاد في الحرب العالمية الثانية وله اسهامات مهمة، في الخلف توجد صورة لكاسحة الجليد الأشهر في كندا لمساعدة السفن في المرور في القطب المتجمد الشمالي ونهر سانت لورانس.
- .عملة المئة دولار: بنية اللون، تحمل صورة روبرت بوردن وهو رئيس وزراء ندي خلال الحرب العالمية الأولى، وفي الخلف توجد صورة تعبر عن الباحثيين الكنديين كما تعبر الصورة عن اختراع الكنديين للبنسلين
أهمية الدولار إقتصادياً
للدولار الكندي أهمية كبيرة على المستوى الوطني والدولي، حيث تظهر أهميته في:
- الاقتصاد: فقيمته تعكس حالة الاقتصاد الكندي وتعبر عن مدى فعالية الإنتاج المحلي والتصدير كما تتأثر قيمته بمعدلات التضخم والبطالة في البلاد.
- التجارة: فله دور كبير في التجارة الخارجية بسبب تأثيره على الصادرات والواردات وعلى توازن الميزان التجاري في البلاد.
- عالمياً: بما أن كندا من أهم الدول المصدرة للمواد الخام كالنفط والغاز والمعادن كالألمنيوم وغيرها، فإن قيمة الدولار تؤثر على أسعار هذه السلع عالمياً.
الخاتمة
وبالختام، نجد أن الدولار الكندي هو رمز تاريخ كندا الطويل وهو عبارة عن “بتروعملة” تتأثر قيمته كثيراً بصادرات النفط، وقيمته القوية باعتبارها قريبة من الدولار الأمريكي تعكس مدى قوة اقتصادة كندا واستقراره، وهذه القيمة المعتبرة تشجع أي شخص يود استثمار أمواله لاختيار العملة الكندية دون أي خوف وتردد وذلك بفضل ثباتها ورسوخها، نأمل أن تكون مقالتنا قد قدمت المعلومات المفيدة والمرجوة.