الدول السبع

| آخر تحديث أبريل 7, 2024 11:03 ص

الرئيسية » مقالات » السياسة » الدول السبع

ترفرف العديد من الأعلام الوطنية بما في ذلك اليابان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا، وكندا والمملكة المتحدة للدول السبع على خلفية زرقاء صافية.

الدول السبع أو تجمع الكبار أو الديمقراطيات القوية اقتصادياً في العالم هي مجموعة من سبع دول تشكل كندا جزءاً منها.

في كل موضوع لابد أن يكون هناك جهة عليا ما، فما من فريق إلا وله قائد وما من شركة إلا ولها مدير وما من دولة إلا ولها رئيس، وكذلك الحال في الاقتصاد الدولي فإن الجهة العليا عبارة عن سبع دول متقدمة اقتصادياً وهي كندا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وأميركا واليابان، تعتبر هذه المجموعة جهة غير رسمية ولا يوجد قانون صريح لتأسيسها ولكنها معنية بالأمور العالمية وتسوق المواقف وتؤثر عالمياً، حيث ينتج أعضاؤها 45% من الدخل القومي العالمي  رغم تمثيلهم 10% من سكان العالم، وتعنى هذه المجموعة بقضايا كثيرة لا تقتصر على القضايا الاقتصادية، ففي هذا المقال سنتعرف على تاريخها وأعمالها وسوف نركز على دور كندا فيها بشكل خاص.

تاريخ النشوء والأسباب

 في عام 1973 قررت الدول العربية عدم تصدير النفط للغرب بسبب حرب أوكتوبر ورداً على الامتداد الإسرائيلي على الأراضي العربية، الأمر الذي أدى لمشاكل اقتصادية في الغرب وللتضخم فتأسست بداية هذه المجموعة لمناقشة الأمور المادية في نفس العام وتكونت في ذلك الوقت من فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وأمريكا واليابان وتم عقد قمتها الأولى في فرنسا في عام 1975 لحل أزمة الاقتصاد العالمي، والتضخم الاقتصادي، انضمت كندا للمجموعة في عام 1976 وروسيا في عام 1998، عرفت المجموعة وقتها بـ “جي8” ولكن بعد استيلاء روسيا على جزيرة القرم في أوكرانيا في عام 2015 تم استبعادها من المجموعة ليصبح اسمها اليوم “جي7”.

أعلام الدول السبع معروضة أمام علامة g7 الذهبية.

تنظيم المجموعة

تجتمع دول المجموعة مع ممثلي الاتحاد الأوروبي في إطار قمة تنعقد كل عام باستضافة الدولة التي تتولى قيادة المجموعة، يقود هذه المجموعة أحد رؤساء الدول الأعضاء ويتم ذلك بالتناوب سنوياً.

منافسو المجموعة

تقوم الدول الصاعدة الأخرى بمنافستها من خلال “البريكس” وهي مجموعة تضم خمسة دول وهم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا تسعى هذه المجموعة لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول الأعضاء، و منظمة “شنغهاي” التي تضم روسيا والصين ودول أخرى من الشرق الأوسط.

أعمال المجموعة

تلعب هذه المجموعة دوراً فعالاً في الكثير من المواقف تتعدى المواقف الاقتصادية، منها العسكرية والأمنية والصحية والبيئية.

رسم بياني للسوق الأوراق المالية وبيانات التداول

اقتصادياً

تقوم هذه الدول بتحديد سقف سعر النفط عالمياً مما يؤكد هيمنتها اقتصادياً.

عسكرياً وأمنياً

حيث قامت بمساعدة أوكرانيا بحربها وحشدت لها 32 مليار دولار في عام 2023، وناقشوا الأمن القومي من خلال دعمهم لأوكرانيا وتأكيدهم على الانفتاح بين منطتقي المحيط الهادي والهندي وغيرها من أشكال المبادرات بين الدول المختلفة.

أربعة جنود يرتدون ملابس مموهة ويسيرون على طريق ترابي.
يد تحمل ورقة متوهجة تحيط بها أيقونات الطاقة المستدامة على خلفية خضراء

بيئياً

تعنى هذه المجموعة بقضايا سياسات الطاقة فقد بحثوا بطرائق التحول  إلى الطاقة المستدامة، وقضايا التغير المناخي حيث ناقشوا إمكانيات الانتقال نحو الحياد المناخي بطريقة نظيفة وعادلة مع الحفاظ على أمن الطاقة وذلك بتعهد الدول المتفقة الالتزام بالانبعاثات من غازات الاحتباس الحراري حسب الحد الذي يجب أن تتقيد به.

صحياً

وتعمل هذه الدول على موضوع الصحة ومساعدة المرضى فقد قدمت صندوق مالي أنقذ حوالي 27 مليون مريض منذ عام 2002.

شخصان يمسكان أيديهما
علم كندا مرسوم على الجدار

دور كندا في مجموعة الدول السبع

 تعتبر كندا عضواً نشيطاً في مجموعة الدول السبع وتسعى بانضمامها لهذه المجموعة دائماً لضمان الرخاء لشعبها من خلال تحقيق التبادلات التجارية فقد عملت على الاتحاد التجاري بينها وبين الولايات المتحدة، وتعزيز الاستثمار  

لها دور في تحديد أسعار المواد الخام عالمياً كالحديد والألمنيوم، وتنادي كندا بالمساواة بين الرجل والمرأة واحترام حقوق المرأة وتمكينها فهي تعتبر أحد أهم القضايا الرئيسية لديها، كما تسعى إلى تحقيق عالم أكثر أمانا وسلاماً وتهتم بقضايا تغير المناخ.

تعنى كندا بقضايا الشرق الأوسط كالأزمة السورية، وبقضايا الدول الأخرى كقضية أوكرانيا وروسيا، ففي عام 1988 تمت استضافة قمة الدول السبع في تورونتو ومناقشة قضايا الاقتصاد العالمي و التجارة الدولية، وفي عام 1995 تمت استضافتها في هاليفكس والتركيز على قضايا الأمن الدولي والتحديات الإنسانية، وتمت الاستضافة في عام 2002 ومناقشة مواضيع التنمية المستدامة، وفي عام 2018 تمت مناقشة قضايا التغير المناخي والأمن الدولي قي كيبك، نوقشت في هذه القمم الكثير من المواضيع التي تهدف لتحقيق التعاون والتطور على المستوى الدولي.

في عام 2021 تعهد رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو بالتضامن وتوزيع اللقاحات على الدول التي تحتاجها، حيث تعهدت كندا بتوزيع 100 مليون لقاح من لقاحات كورونا على العالم، علاوة على تقديم أعداد هائلة من اللقاحات الأخرى عالمياً في سبيل تحقيق الأمن الصحي.

ماذا يستفيد الشعب الكندي من كون كندا من الدول السبع؟

لوجود كندا في هذه المجموعة العديد من الفوائد التي تعود أولاً وأخيراً لشعبها، فإن الإحصائيات تؤكد ازدياد فرص العمل للشعب الكندي مع بداية هذه الشراكة وذلك بسبب زيادة الفرص والاستثمارات الدولية التي أنعشت الاقتصاد، وقد تطورت مجالات كثيرة في كندا بسبب الشراكات مع الدول الأخرى مثل التكنولوجيا والطب والعلوم، وتعزز التبادل العلمي والأكاديمي.

كما شهدت كندا تطوراً في الرعاية الصحية والفضل كله يعود للانفتاح على الدول الأخرى والاستفادة من الخبرات، كما تطورت بنيتها التحتية وازدهرت بيئتها بسبب قرارات الحفاظ على البيئة وحمايتها، فقد مثلت كندا بامتياز  أهمية التعاون بين الدول لتحقيق التنمية المستدامة.

الخاتمة

في اجتماعات مجموعة الدول السبع يتناقش الدول والزعماء ومنهم زعماء كندا بالأمور الدولية والتحديات التي تواجه العالم، ويؤكدون دائماً على اهتمامهم بقضايا الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وفي نفس الوقت تسعى هذه الدول لتعزيز اقتصادها وتحقيق الرخاء والرفاهية لشعبها، وكذلك كندا فانضمامها لهذه المجموعة حقق وجوداً عالمياً هاماً ودفع عجلة التبادل التجاري والثقافي وعزز السلام البيئي للوطن أولاً وللعالم ثانياً.

مقالات ذات صلة

Ad
blank
Ad
blank
Ad
blank
blank