الحزب الديمقراطي الجديد هو ثاني أكبر حزب في البرلمان الكندي بعد حزب المحافظين، وثالث أقوى قوى سياسية في كندا.
تعد الأحزاب السياسية جزءاً من النظام الكندي، ولها دور مهم في تشكيل السياسة واتخاذ القرارات، كما أن تنوعها وتنوع إيدولوجياتها يعكس تنوع السكان وقضاياهم وأفكارهم، وفهمها وفهم أفكارها يساعد في فهم المجتمع الكندي وفهم اهتماماته وتوجهاته ومن بين الأحزاب المختلفة في كندا، سنتاول في هذه المقالة الحزب الديمقراطي الجديد وسنعرض معنى تسميته وتاريخه وأفكاره وعلاقته مع غيره من الأحزاب وعلاقته مع العرب والتحديات التي تواجهه.
معنى الديمقراطية
الديمقراطية هي كلمة يونانية تعنى حكم الشعب نفسه وبنفسه، ومن أهم سمات الديمقراطية وجود المساواة وحرية التعدد.
تاريخ وتأسيس الحزب
نشأ الحزب الديمقراطي الجديد عام 1961 من اتحاد الكومنولث التعاوني والذي تأسس عام 1933 كأول حزب سياسي في كندا وكان يمثل آنذاك العمال وصغار المزارعين، وقد كان الزعيم المؤسس للحزب في ذلك الوقت هو تومي دوغلاس، قام الحزب بتشكيل حكومة في عدة مقاطعات ولكنه لم يشكل أبداً حكومة على المستوى الوطني، ولقد تولى جاجميت سينج وهو من السيخ زعامة الحزب في 2017 وحتى اليوم.
أفكار الحزب
يركز الحزب على فكرة الاشتراكية نوعاً ما وعلى الملكية العامة ويعتقد أنهما ضرورتان لعالم أكثر عدالة، كما يفرض الحزب ضرائب أعلى على الأغنياء والشركات الكبرى، يحث هذا الحزب على السلام فقد عارض امتلاك كندا للأسلحة النووية، كما انتقد الحزب المعدلات المرتفعة للملكية الأجنبية وبشكل خاص الأمريكية.
وعود الحزب
يعد الحزب بحياة أفضل من كل النواحي سواء المهنية وذلك بالسعي لمساواة أكبر وللعدالة والشفافية في العمل، أو البيئة حيث يعتبر الحزب نفسه ملزماً بالاهتمام بمشاكل المناخ والتلوث ووضع خطط لحل هذه المشاكل، كما يقر الحزب بأن بإمكانه اتخاذ خطوات مثمرة في مجال الرعاية الصحية والإسكان بأسعار معقولة وتأمين خدمات رعاية الأطفال وإعالة الأسر.
الاتفاق والتعاون بين الحزب الليبرالي والديمقراطي الجديد
في الانتخابات الفيدرالية لعام 2021 أعيد انتخاب حكومة أقلية ليبرالية مما يعني ضرورة عمل الأحزاب السياسية معاً لمعالجة القضايا التي تهم البلاد وحاجة الحكومة الليبرالية للمزيد من الدعم للإكمال في السلطة وعدم الاضطرار لإعادة الانتخابات بوقت قريب، فكان الاتفاق بين حزب الليبرالية برئاسة جاستن ترودو والديمقراطي برئاسة جاجميت سينج على العمل معاً حتى عام 2025 حيث يمنح حزب الديمقراطيين الجديد الحكومة التصويت على الثقة مما يعني التعبير عن ثقة هذا الحزب في قدرة الحكومة الليبرالية على الاستمرار في السيادة وهو عامل قوة لرئاسة الوزراء، وذلك مقابل التزام الليبراليون في العمل على المجالات التي تهم حزب الديمقراطيين وهي تغير المناخ والإنفاق على الرعاية الصحية وإنشاء خدمات طب الأسنان للكنديين من ذوي الدخل المحدود والنمو الاقتصادي وحل مسائل عدم المساواة والتمويل المناسب وغيرها، ويمكن للحزب ترك الصفقة والتصويت ضد الحكومة إن لم تلتزم باتفاقها معهم.
الحزب الديمقراطي الجديد والجالية العربية
يبدي الحزب تفاعله مع الجالية العربية في كندا ويستمع لقضاياها ومشاكلها، ويعمل على دمجها بالمجتمع كما ينسق الحزب لقاءات بين شخصيات رفيعة منه وبين أبناء الجالية العربية، ويبدي مواقف سامية تجاه القضية الفلسطينية فقد دعا الحزب رئيس الوزراء الكندي إلى الاعتراف بفلسطين كأرض عربية، و يؤكد على مواجهة كل أشكال العنف ضد المسلمين و العمل على القضاء على فكرة الإسلاموفوبييا.
التحديات التي تواجه الحزب
يواجه الحزب الديمقراطي الجديد في كندا العديد من التحديات التي يجب أن يتجاوزها ليحقق نجاحه، فعلى الحزب أن يبني قاعدة شعبية من المؤيدين تتغلب على غيره من الأحزاب وذلك باستغلال موقفه في التعاون مع الحزب الليبرالي واقتراح قرارات تجذب الناخبين ليستطيع مواجهة المنافسة من غيره من الأحزاب، كما على الحزب العمل على جذب التمويل لحمالته وأنشطته بطرق استثنائية، ولتجاوز هذه التحديات يجب توافر الجهود والتكامل من قبل الأعضاء والقادة وبناء استراتيجيات فعالة تحقق الأهداف.
الخاتمة
يعبر هذا الحزب عن فئة من الشعب تسعى لتحقيق استقلالية كندا وإنجاز المساواة بين أبناء الشعب الكندي، فأصله من العمال والمزارعين الذين يعلمون حق المعرفة بأهمية العدالة والاعتماد على الذات في تحقيق الأهداف، وقد حاولنا في هذا المقال تقديم المعلومات التي قد تفيد القارئ في تشكيل صورة أوضح عن هذا الحزب نرجو أن نكون قد وفقنا في مسعانا.