أشارت شركة هندسة معمارية رائدة إلى أن ما يصل إلى 45 في المائة من مباني المكاتب التي تمتلكها أو تستأجرها الحكومة الفيدرالية يمكن تحويلها إلى وحدات سكنية، في ظل جهود الحكومة لتحويل جزء كبير من مساحاتها التجارية إلى مساكن. وأوضحت شركة Gensler، المتخصصة في تحويل المباني، أن جزءًا كبيرًا من محفظة المكاتب الفيدرالية يمتلك خصائص تجعلها مناسبة للتحويل إلى مساكن.
وتتميز العديد من المباني التي تمتلكها أو تستأجرها الحكومة الفيدرالية بأنها بُنيت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وتحتوي على طوابق أصغر وإضاءة طبيعية، مما يجعل تحويلها إلى وحدات سكنية أكثر قابلية للتحقيق.
وصرح ستيفن بينتر، المسؤول العالمي عن تحويل المباني في Gensler، أن الإسكان هو الخيار الأفضل لهذه المباني الفيدرالية بسبب نقص الطلب التجاري على العديد من الممتلكات التي تمتلكها الحكومة حاليًا. وأوضح بينتر أن تقدير تحويل 45 في المائة من المباني يأتي بناءً على تحليلات سابقة أجرتها Gensler على مباني المكاتب حول العالم.
أعلنت الحكومة الفيدرالية قرار فرض ضرائب مرتفعة على المنازل الثانية لتحسين الإسكان في كندا، بالإضافة إلى دراسة تحويل مباني المكاتب غير المستغلة إلى وحدات سكنية. تهدف الحكومة إلى تقليل عدد هذه المباني بمقدار النصف خلال السنوات العشر القادمة لخفض تكاليف الصيانة ودعم أزمة الإسكان.
وأوضحت التحليلات أن العديد من هذه المباني تقع على أراضٍ واسعة مع مواقف سيارات كبيرة، مما يجعلها مناسبة للتحويل إلى مساكن. ويُذكر أن هناك 154 مبنى كبير مكون من ثلاثة طوابق أو أكثر وقريب من المساكن، مما يجعله مرشحًا لتحويله إلى وحدات سكنية أو تطوير مساكن جديدة على الأراضي غير المستغلة.
كما تم تحديد 613 مبنى منخفض الارتفاع قريب من وسائل الراحة يمكن استخدامها لدعم الإسكان الميسر. وأكدت الحكومة الفيدرالية في ميزانيتها الأخيرة أن لديها تقدير غير دقيق للأراضي التي تمتلكها، فضلاً عن عدم معرفة الأجزاء التي يمكن استخدامها للإسكان.
وأكد جان إيف دوكلوس، وزير الخدمات العامة والمشتريات، أن تحويل المباني أو إعادة تطويرها يحمل “إمكانات كبيرة” للإسكان. وأشار إلى أن الحكومة يمكنها خفض تكاليف صيانة هذه المباني، وأيضًا استخدامها كمساكن، مما يعزز فعالية استخدام الموارد.
وأشار بينتر إلى أن تحويل ما يصل إلى 45 في المائة من مباني المكاتب الفيدرالية قد ينتج عنه حوالي 50 ألف وحدة سكنية، وهو ما يعادل أكثر من 100 برج سكني. وأوضح أن تحويل مبنى المكاتب عادة ما يكون أسرع من تطوير مبنى سكني جديد، حيث يمكن أن يستغرق بناء شقة جديدة حوالي ست سنوات.
وفي الوقت نفسه، يُعتبر تحويل المباني القائمة إلى وحدات سكنية نهجًا أكثر صداقة للبيئة من بناء مبنى جديد. وأكدت دون باركر، أستاذة في كلية التخطيط بجامعة واترلو، أن “أقل بصمة كربونية هي تلك الناتجة عن المبنى الذي تم إعادة تجهيزه”.
ومع ذلك، فإن عمليات التحويل هذه معقدة وتتطلب التعامل مع قضايا مثل التلوث، والامتثال لقوانين البناء السكنية، وتوفير الإضاءة الطبيعية. يجب أن تكون هذه العمليات جزءًا من خطة حضرية مدروسة بعناية، حيث أكدت ماري رو، رئيسة المعهد الحضري الكندي، على ضرورة تصميم مساحات عمل جيدة التصميم للحفاظ على التراث المعماري للبلاد.