الدولار الكندي يهبط لأدنى مستوى منذ 21 عامًا بعد فرض ترامب تعريفات جمركية على كندا

| آخر تحديث February 3, 2025 10:45 am

الرئيسية » اخبار » إقتصاد » الدولار الكندي يهبط لأدنى مستوى منذ 21 عامًا بعد فرض ترامب تعريفات جمركية على كندا

تفاقمت الأزمة التجارية بين كندا والولايات المتحدة بعد أن نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديده بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات الكندية، مما أدى إلى تراجع حاد في قيمة الدولار الكندي مقابل نظيره الأمريكي ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عقدين.

وصل سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي (USD/CAD) إلى 1.4800 قبل أن يتراجع قليلاً إلى 1.4680، في حين سجل الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الكندي (GBP/CAD) أعلى مستوى له في 2025 عند 1.8180 قبل أن ينخفض إلى 1.8070.

تصعيد تجاري قد يدفع بكندا إلى الركود

قرر ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الكندية إلى الولايات المتحدة، مع تحديد نسبة 10% على صادرات النفط الكندية، وهو إجراء من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من 4 فبراير. هذا القرار استند إلى قوانين الطوارئ، مما قد يفتح المجال أمام طعون قانونية ضده.

في المقابل، لم تتأخر كندا في الرد، حيث أعلنت فرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 25% على بضائع أمريكية بقيمة 30 مليار دولار كندي، على أن تشمل القائمة لاحقًا بضائع إضافية بقيمة 125 مليار دولار كندي بعد 21 يومًا. تشمل هذه الرسوم مجموعة من المنتجات مثل المشروبات الكحولية، الفواكه، العصائر، الملابس والأجهزة المنزلية. كما ستوفر الحكومة الكندية آلية لمساعدة الشركات المحلية المتضررة من هذه التعريفات الجمركية.

يُحذر خبراء اقتصاديون من أن هذه التطورات قد تضع الاقتصاد الكندي في وضع حرج، لا سيما وأن 75% من صادرات كندا موجهة إلى السوق الأمريكية، ما يمثل نحو 20% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد. في ظل هذه الظروف، قد يجد بنك كندا المركزي نفسه مضطرًا إلى إجراء مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، بعدما خفضها بالفعل بمقدار 200 نقطة أساس مؤخرًا.

تأثير فوري على الأسواق المالية

مع بدء التداولات الأسبوعية، شهدت الأسواق الكندية انهيارًا حادًا حيث تراجع مؤشر S&P/TSX بنحو 600 نقطة، في حين خسر مؤشر داو جونز الصناعي 476 نقطة، بينما هبط مؤشر ناسداك بأكثر من 365 نقطة. أما الدولار الكندي، فقد تراجع إلى 68.20 سنتًا أمريكيًا، وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من 20 عامًا.

من جهته، يرى بعض المحللين أن الدولار الكندي قد يتعرض لمزيد من الضغوط إذا استمرت هذه التعريفات الجمركية دون اتفاق واضح بين الجانبين. في المقابل، يتوقع آخرون أن يبحث المستثمرون عن فرص لشراء الدولار الكندي كونه مقيمًا بأقل من قيمته الفعلية، خاصة إذا ظهرت بوادر تهدئة في التوترات التجارية.

نظرة مستقبلية غير واضحة

مع استمرار هذه النزاعات التجارية، تظل الأسواق في حالة من عدم اليقين، حيث يمكن لأي تصريح جديد من البيت الأبيض أن يؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسعار الصرف والأسهم. في الوقت ذاته، يترقب المستثمرون بيانات الناتج المحلي الإجمالي الكندي لشهر ديسمبر، والتي قد توفر مؤشرًا حول مدى تأثر الاقتصاد الكندي بهذه التوترات.

إذا استمرت التعريفات الجمركية لفترة طويلة، فمن المحتمل أن يتدخل بنك كندا المركزي بإجراءات تحفيزية إضافية، بما في ذلك تخفيضات إضافية لأسعار الفائدة أو إعادة إطلاق برامج التيسير الكمي لدعم الاقتصاد. في جميع الأحوال، يبدو أن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة، ولأداء الدولار الكندي في الأسواق العالمية.

أخبار ذات صلة

Ad
blank
Ad
blank
Ad
blank