شهدت كندا نمواً سكانياً ملحوظاً في العام الماضي حيث تجاوز عدد سكانها 41 مليون نسمة. ووفقاً لتقرير جديد من هيئة الإحصاء الكندية، يمكن أن يتجاوز عدد سكان كندا 63 مليون نسمة بحلول عام 2073، مع وجود احتمالات واسعة تتراوح بين 47.1 مليون و87.2 مليون نسمة.
تستند هذه التوقعات إلى سيناريوهات مختلفة لنمو السكان في المستقبل. السيناريو المتوسط يتوقع وصول العدد إلى 62.8 مليون نسمة، بينما يتراوح السيناريو الأدنى عند 47.1 مليون نسمة، والأعلى عند 87.2 مليون نسمة. يوضح التقرير أن الهجرة ستكون العامل الرئيسي في هذا النمو، خصوصاً مع انخفاض معدلات الخصوبة إلى مستويات قياسية وتراجع متوسط العمر المتوقع بسبب تأثيرات جائحة كوفيد-19 وأزمة الأفيونيات.
في السيناريو المتوسط، من المتوقع أن ينخفض معدل النمو السنوي من 1.12% في العقود الثلاثة الماضية إلى 0.79% بحلول عام 2073. أما في السيناريو العالي، فقد يرتفع المعدل إلى 1.59%، بينما في السيناريو المنخفض يمكن أن ينخفض إلى 0.07%.
أشارت هيئة الإحصاء إلى أن زيادة عدد المهاجرين ستظل المحرك الرئيسي للنمو السكاني في كندا، بينما سيبقى التوازن بين الولادات والوفيات ذو تأثير ضئيل نتيجة ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن شيخوخة السكان وانخفاض الخصوبة.
كما قدمت الهيئة سيناريوهات مختلفة حول شيخوخة السكان. ففي سيناريو الشيخوخة السريعة، من المتوقع أن يمثل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً نسبة 32.3% من إجمالي السكان بحلول عام 2073، بينما في سيناريو الشيخوخة البطيئة ستبلغ النسبة 21.9% فقط. ومن المتوقع أن تقل نسبة النمو في عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً بعد عام 2030، حيث سيكون جميع أفراد جيل الطفرة السكانية قد تجاوزوا هذا العمر.
بالإضافة إلى ذلك، يتوقع التقرير زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 85 عاماً، خاصة بين عامي 2031 و2050، مما سيزيد من الحاجة إلى الرعاية الصحية والخدمات.
على مستوى المقاطعات، يمكن أن تشهد أونتاريو نمواً سكانياً كبيراً، حيث يتوقع أن يصل عدد سكانها إلى 18 مليون نسمة بحلول عام 2048 في السيناريو الأدنى، وإلى 20.6 مليون نسمة في السيناريو المتوسط، وقد يصل إلى 24.2 مليون نسمة في السيناريو الأعلى. كما ستستمر نسبة كبار السن في الارتفاع، حيث يمكن أن تصل نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 85 عاماً إلى 5.1% بحلول عام 2048.
بالمجمل، تعكس هذه التوقعات التحولات الديموغرافية الكبيرة التي تشهدها كندا، مدفوعة بشكل رئيسي بالهجرة، مع تأثيرات محدودة للولادات والوفيات في ظل التغيرات المستمرة في معدلات الخصوبة ومتوسط العمر المتوقع.