في حادثة مؤلمة هزت مدينة هاليفاكس الكندية، ظهر طفلان في الرابعة عشرة من عمرهما للمرة الأولى أمام المحكمة، متهمين بجريمة قتل من الدرجة الثانية لطالب في السادسة عشر من عمره. وقد وجهت النيابة العامة تهمة القتل العمد للمراهقين بعد حادثة طعن مروعة أودت بحياة الطالب أحمد ماهر المراش الذي وافته المنية في المستشفى إثر إصابات بالغة تلقاها في مرآب للسيارات بجوار مركز هاليفاكس للتسوق.
المراش، الذي كان يدرس في الصف التاسع بمدرسة سيتادل الثانوية، وصل إلى كندا مع عائلته بعد فرارهم من الحرب في سوريا. عائلته، المنكوبة بالحزن، أصدرت بياناً تعبر فيه عن شكرها لكل من قدم لهم الدعم والمواساة في هذه الفترة العصيبة، مؤكدين أن فقدان أحمد ترك فراغاً لا يمكن تعويضه في قلوبهم وقلوب كل من عرفه وأحبه.
المتهمان، اللذان تمت معاملتهما بموجب قانون العدالة الجنائية للشباب، ظهرا في المحكمة وهما يرتديان ملابس فضفاضة، حيث بدا الصبي خالياً من التعابير بينما بدت الفتاة متأثرة والدموع في عينيها. وقد قررت المحكمة إبقائهما رهن الاحتجاز لحين جلسة الاستماع المقبلة التي سيتم خلالها مناقشة كفالتهما واختيار نوع المحاكمة التي يفضلانها.
تجدر الإشارة إلى أن النيابة العامة طلبت تطبيق عقوبات البالغين على الطفلين في حال إدانتهما، وهو ما يمكن أن ينتج عنه كشف هويتيهما علناً. ومع أنهما لن يحاكما كبالغين، إلا أنهما قد يواجهان عقوبات البالغين التي تصل إلى السجن المؤبد. وقد حذرت الشرطة الإقليمية في هاليفاكس من مشاركة أية معلومات قد تكشف هوية الطفلين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن ذلك قد يعرض الفاعلين للمساءلة القانونية.
تظل القضية محل متابعة واسعة وتعكس التحديات المعقدة التي يواجهها النظام القضائي في التعامل مع الجرائم الخطيرة المتورط فيها قاصرون، وتسلط الضوء على أهمية الدعم المجتمعي في أوقات الأزمات.