في دراسة حديثة، تبيّن أن تكلفة البيانات المتنقلة في كندا تزيد بمقدار 26 مرة عن تكلفتها في فرنسا. هذه الإحصائية الصادمة تلقي الضوء على التحديات الاقتصادية التي يواجهها المقيمون في كندا، وخاصةً في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم. وفقًا للتقرير الصادر عن شركة مقارنة الخدمات المالية HelloSafe، بلغ متوسط تكلفة جيجابايت واحد من البيانات في كندا حوالي 7.36 دولار كندي في سبتمبر 2023، مما يجعل كندا تحتل المركز العاشر عالميًا في تكلفة البيانات المتنقلة.
من المثير للاهتمام ملاحظة أن الدولة الوحيدة التي تتجاوز كندا في تكلفة البيانات هي سويسرا، حيث تبلغ التكلفة المتوسطة حوالي 9.99 دولار لكل جيجابايت. تُظهر هذه الأرقام الفارق الكبير بين الأسعار في كندا مقارنة بدول أخرى مثل فرنسا، حيث تبلغ التكلفة 0.28 دولار لكل جيجابايت.
يُشير التقرير إلى أن السبب الرئيسي لهذا الفارق الكبير في الأسعار يعود إلى الاحتكار في سوق الاتصالات الكندي، حيث تسيطر ثلاث شركات كبرى – بيل، روجرز، وتيلوس – على السوق مع قليل من المنافسة الدولية. وقد أبدى معظم الكنديين تأييدهم لزيادة المنافسة في السوق لخفض الأسعار. من الجدير بالذكر أن ساسكاتشوان تمتاز بأسعار أقل نسبيًا بسبب وجود شركة Sasktel التي تنافس الشركات الكبرى.
هذه الإحصائيات تُظهر الحاجة الملحة لإصلاح سوق الاتصالات في كندا، وتؤكد على أهمية التنويع والمنافسة في تخفيض تكاليف الخدمات. للجالية العربية في كندا، يُعتبر هذا التحدي مؤثرًا بشكل خاص نظرًا لاعتمادها على الاتصالات المتنقلة في الحفاظ على الروابط الاجتماعية والثقافية، سواء داخل كندا أو مع الأقارب والأصدقاء في الوطن الأم.
على الصعيد الإيجابي، يُمكن اعتبار هذه المعضلة فرصة للنمو والتطوير في قطاع الاتصالات، وربما تكون دافعًا للابتكار وإدخال تقنيات جديدة تسهم في خفض التكاليف وتحسين جودة الخدمات، مما يعود بالنفع على المجتمع الكندي بأسره.