عقب موجة الإصابات بالحصبة التي ضربت منطقة أونتاريو مؤخراً، ألمحت الهيئات الصحية الكندية إلى إمكانية تفشي هذه العدوى بصورة أوسع. أعلنت السلطات الصحية في كيبيك عن تسجيل عشر حالات إصابة بالحصبة في منطقة مونتريال، مؤكدة بذلك انتشار المرض ضمن المجتمع. هذا الإعلان يجعل منطقة مونتريال بؤرة لهذه الحالات في كندا، مما يثير قلق السلطات الصحية ويدفعها لتكثيف دعواتها للتطعيم ضد الحصبة.
تم الإبلاغ عن ثلاث حالات في البداية، ولكن سرعان ما ارتفع العدد إلى عشر حالات، ثلاث منها في مدينة مونتريال مرتبطة بالسفر. يشكل الأطفال النسبة الأكبر من المصابين، وقد أُدخل بعضهم إلى المستشفى، ولكن لحسن الحظ، لم تكن هناك حالات شديدة. من المقلق أن معظم الحالات ترتبط بالانتقال المجتمعي للمرض، مما يشير إلى انخفاض معدلات التطعيم في بعض المناطق.
تم التأكيد على أهمية التطعيم ضد الحصبة خلال مؤتمر صحفي، حيث أشار مديرو الصحة العامة في كيبيك ومونتريال إلى أن الحصبة مرض شديد العدوى، يفوق في ذلك فيروس كورونا. ويتم التشديد على أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يتعرضون للفيروس دون تطعيم سيصابون به.
تأتي هذه الحالات في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعاً في حالات الحصبة، مما يدل على تراجع معدلات التطعيم العالمية، وهو ما يطرح تحديات جديدة أمام الصحة العامة في كندا وخارجها. وقد حثت السلطات الأهالي على ضمان تطعيم أنفسهم وأطفالهم، خاصة قبل السفر، للحد من انتشار الفيروس.
من الجدير بالذكر أن التطعيم ضد الحصبة يوفر حماية تزيد عن 95% ضد الإصابة، وهو جزء من برنامج التطعيم في كيبيك، الذي يهدف إلى الوصول إلى نسبة تطعيم تبلغ 95% في كل منطقة. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن معدلات التطعيم في بعض المدارس بمونتريال تقارب 80% فقط، مما يعكس الحاجة الماسة لتحسين هذه الأرقام لضمان السلامة العامة.
يعد هذا التطور تذكيرًا بأهمية اللقاحات في حماية المجتمعات من الأمراض المعدية وتسليط الضوء على الحاجة إلى اليقظة المستمرة والاستجابة الفعالة للتهديدات الصحية. كما يؤكد على أهمية الوعي بالتطعيم والحفاظ على معدلات تغطية عالية لتجنب تفشي الأمراض وحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.
