في الآونة الأخيرة، شهدت كندا زيادة ملحوظة في الطلب على نظارات الكسوف الشمسي، خاصة في المناطق الشرقية التي ستشهد كسوفًا شمسيًا نادرًا في الثامن من أبريل. ميلين غاماش-ترمبلاي، التي تملك متجرًا إلكترونيًا للألعاب التعليمية والعلمية يدعى “فونيك” في منطقة مونتريال، وجدت نفسها غارقة في استقبال الطلبات وتجهيزها وشحنها، حتى أصبحت هذه المهام تستحوذ على كل لحظة من وقتها.
بدأت غاماش-ترمبلاي بطلب صندوق واحد فقط من نظارات الكسوف لبيعها بحوالي 5 دولارات للنظارة الواحدة، ولكن مع تزايد الطلب، اضطرت إلى إعادة الطلب تقريبًا عشر مرات، وهي غير متأكدة مما إذا كان الموردون سيتمكنون من مواكبة هذا الطلب المتزايد. الجمعية الفلكية الملكية في كندا، على سبيل المثال، لم تتمكن من عرض نظارات الكسوف للبيع عبر الإنترنت منذ منتصف فبراير، إذ أن الطلب تجاوز المعروض بمراحل.
هذه الظاهرة الفلكية النادرة أثارت حماسة كبيرة وسط المجتمعات، وخاصةً في كندا حيث ينتظر العديد من المهتمين بالفلك هذا الحدث بشغف. لكن مع اقتراب موعد الكسوف، برزت مخاوف من انتشار نظارات مقلدة قد لا توفر الحماية الكافية من الأضرار التي يمكن أن تلحق بالعين عند النظر مباشرة إلى الشمس خلال الكسوف.
يُعد الكسوف الشمسي الكلي، الذي سيمر عبر جزء كبير من أمريكا الشمالية بما في ذلك جنوب أونتاريو وكيبيك ونيو برانزويك وجزيرة الأمير إدوارد وكيب بريتون ويخرج من القارة على الساحل الأطلسي لنيوفاوندلاند، حدثًا لا يتكرر كثيرًا. لذا، تنصح الجمعية الفلكية الكندية بضرورة الحصول على نظارات كسوف معتمدة توفر حماية كافية للعينين، مشيرة إلى أهمية اختيار المنتجات التي تلبي المعايير الدولية للسلامة.
مع اقتراب اللحظات الحاسمة للكسوف، يجد الكنديون أنفسهم أمام تحدي تأمين هذه النظارات الضرورية، مما يسلط الضوء على الإقبال الشديد والحماس المتزايد لمشاهدة هذه الظاهرة الفلكية النادرة. توفر بعض المدارس والمؤسسات العلمية نظارات الكسوف للجمهور، وتنظم فعاليات مشاهدة حيث يمكن للمشاركين الحصول على نظارات مجانًا، لكن يُنصح بالتخطيط المسبق والتأكد من توافر هذه النظارات قبل حلول يوم الكسوف.
هذه الظاهرة لا تقدم لنا فقط فرصة للإعجاب بعظمة الكون وقوانينه، بل تذكير بأهمية العلم والتعليم في تعزيز الوعي والفهم للطبيعة المحيطة بنا، مما يعكس أهمية الاستعداد والتجهيز لمثل هذه الأحداث الكونية النادرة والمذهلة.
