الجيل الجديد، وخاصة جيل الألفية والجيل Z، يواجه تحديات كبيرة في ظل ظروف اقتصادية صعبة مقارنة بالجيل السابق. في الماضي، كانت فرص العمل أكثر استقرارًا وكانت تكلفة المعيشة أقل نسبيًا، مما مكن الأجيال السابقة من تحقيق الاستقرار المالي بشكل أسرع وأسهل. اليوم في كندا، مع ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل متزايد، يجد الشباب صعوبة في تحقيق نفس المستوى من الاستقرار. أسعار العقارات والإيجارات تتزايد بوتيرة تفوق قدرات الدخل المتوسط، مما يؤدي إلى صعوبات في تملك المنازل والاستقلال المالي، وهي مشكلات لم تكن بهذه الحدة للأجيال التي سبقت.
في ضوء تفاقم أزمة الإسكان في كندا و الارتفاعات المستمرة في أسعار العقارات وبقاء معدلات الفائدة على نسب عالية، ازدادت الضغوطات على حكومة جاستن ترودو لتقديم حلول عملية لتحسين إمكانية تملك المنازل. في استجابة مباشرة لهذه الضغوط، أعلنت أوتاوا عن سلسلة من المبادرات الإسكانية الجديدة التي تستهدف تخفيف حدة الأزمة، وذلك في إطار الاستعدادات لإصدار الميزانية الفيدرالية القادمة.
أبرز هذه المبادرات تشمل تمديد مدة القروض العقارية للمشترين لأول مرة، حيث سيكون بإمكانهم الآن الحصول على قروض تصل إلى 30 عامًا لشراء وحدات سكنية جديدة، بزيادة عن الحد الأقصى السابق البالغ 25 عامًا. يُتوقع أن يسهم هذا التعديل في تخفيف الأعباء المالية على المستهلكين و تعزيز قدرتهم على تحمل تكاليف السكن وزيادة الطلب على المنازل قيد الإنشاء.
بالإضافة إلى ذلك، كشف ترودو عن إنشاء صندوق متعدد المليارات مخصص للبنية التحتية اللازمة لتطوير الإسكان، شريطة التزام الأقاليم بشروط تتضمن إلغاء تخصيص المناطق للمنازل الفردية والسماح بشكل تلقائي ببناء العمارات التي تحتوي على أربع وحدات سكنية. هذا الشرط قوبل بالرفض من قِبل بعض الأقاليم، بما في ذلك أونتاريو وكيبيك، مما دفع وزير الإسكان شون فريزر للتلويح بإمكانية تجاوز الأقاليم والتعامل مباشرةً مع البلديات لدفع تطوير البنية التحتية.
خطة الحكومة تركز أيضًا على توفير الدعم للسكان الأصليين وتحسين درجات الائتمان من خلال تاريخ دفع الإيجار. بالإضافة إلى ذلك، تشمل الخطة توفير تدريب مهني وبرامج تشجيعية للشباب لدخول المهن المهرة، بهدف تعزيز قطاع البناء ومعالجة التشرد.
في سياق متصل، تعهد فريزر بتأجير الأراضي الفيدرالية لبناء مساكن ميسورة التكلفة، متبنيًا نهجًا يختلف عن خطة زعيم المحافظين، بيير بواليفر، الذي يقترح بيع هذه الأراضي للمطورين. وأضاف فريزر أن الحكومة ستوفر 1.5 مليار دولار كجزء من “صندوق حماية الإيجارات في كندا” للحفاظ على وحدات الإيجار الحالية ومنع تحويلها إلى وحدات أعلى تكلفة.
ومن المبادرات الأخرى التي أُعلن عنها، خطة لتعزيز بناء الشقق من خلال برنامج قروض بناء الشقق، والذي تم زيادة
تمويله بمبلغ 15 مليار دولار، فضلاً عن تخصيص 100 مليون دولار لتشجيع استخدام تقنيات ومواد بناء جديدة في الصناعة.
إن الاستراتيجيات المعلنة تعكس جهودًا جادة لتلبية الطلب المتزايد على المساكن الميسورة التكلفة، وتسعى لتسهيل عملية البناء وتعزيز استخدام التقنيات المستدامة في قطاع الإسكان.
